انه دكان للخردوات نبيع فيه الخواطر والذكريات.. ونشارك بالقصص ونقرأ من خلاله أفكار اهل الدكاكين المجاوره ونسمع منهم كما نحكى لهم - هو مكان لتواصل جيل أوشك على الرحيل مع جيل هو بطل المستقبل القريب ...

Sunday, March 18, 2012

صورة وذكريات












تعود ذكرى هذه الصورة والخطاب لعام 1983 فى مدينة مونتراى بولاية كاليفورنيا الأمريكية حيث كنا ندرس هناك والصورة مع الأدميرال ريلينج الذى كتب لى سطرين بخط يده فى اسفل الخطاب الرسمى الذى ارسله لى مع الصورة ونص السطرين هو : شكرا لك مرة اخرى على دورك فى ان كنت " مترجمى الشخصى " وبعدها علامة تعجب ...مع خالص تمنياتى ...ثم توقيعه ...ولتلك العبارة قصة كوميدية ففى مرة وفى وسط المحاضرات فوجئت بالأدميرال ريلينج يطلبنى ويقول لى انه لاحظ ان خطى فى الكتابة جميل واننى بالطبع اعرف العربية بما انها لغتى الأصلية ...وبدا فى رواية الحكاية لى وهى السبب فى طلبه الخدمة الشخصية له
حكى لى الأدميرال ريلينج ان له صديق ادميرال ايضا من كولومبيا او البرازيل لاأتذكر بالضبط المهم انه صديق مقرب له جدا ويعرفان بعضهما عائليا ولغة هذا الصديق الأسبانية أو البرتغالية وطبعا يعرف الانجليزية ولكن الأدميرال ريلينج لا يعرف منها حرفا واحدا ولا كلمة توحد ربنا ...فوجىء ريلينج بصديقه ساكن امريكا الجنوبية يرسل له خطابا شخصيا كله اسبانى ولم يفهم منه كلمة واحده سوى اسماؤه واسماء اولاده وتوقيع الرجل فى الختالم ....قال لى وهو يضحك ...ابن اللذينه ده صاحبى وعارف انى بلاطه فى الاسبانى وباعت لى جواب طويل عريض موش فاهم منه ولا كلمه وتعبت على ملاقيت واحد يترجم لى مافيه ...وانا عاوزك تكتب له رسالة رد على رسالته بالعربى اللى انا متأكد انه مايعرفش منها اى حرف وبلاطه زى ما انا بلاطه فى الاسبانى وانا نكاية فى صاحبه قررت ان اكتب له الرسالة المطلوبة بالخط الديوانى الذى تكتب به عادة الشهادات والجوائز بحيث يصعب عليه حتى التنبؤ بنوع اللغة المكتوب بها الرسالة ....أخذ الرجل يملى على نص رسالته الجوابية ويسلم عليه وعلى زوجته واولاده وانا اكتب الترجمة بالعربية وبالخط الديوانى ذو الطابع الزخرفى وكأنى اكتب شهادة التخرج لأحد الحاصلين على الدكتوراه من جامعة القاهرة مثلا ...وكلما كتبت سطرا ضحك الأدميرال من الشكل الناتج لتصوره ماسبكون عليه صديقه الاسبانيولى عندما يرى الخطاب فلا يعرف منه حرفا وقال انه لن يتمكن حتى معرفة اللغة وسيظنها صينى لأنها زخرفية الشكل ...المهم انهيت الرسالة الطويلة ووقعها هو بخط يده وباسمه بنفس القلم ....وشد على يدى وضحك وانصرفت بين ضحكات الحاضرين وقتها ....ونسيت الموضوع الى ان فوجئت بخطابه المرفق مع الصورة فتذكرت الواقعة ....الغريب ان الشهادة التى امسكها بيدى فى الصورة سرقها لص مع باقى شهاداتى الأصلية والبعثات والبكالوريوس الأصلية كلها من سيارتى يوم اخذتها لأعمل منها نسخ تصوير لأرسلها الى جهات عمل فى السعودية مع السيرة الذاتية ...وبقيت فقط الصورة الموجودة هنا والخطاب الذى ارسله الرجل لى وضاعت كل مؤهلاتى مع حقيبة اوراق كنت اضعها تحت الكرسى اثناء حضورى جنازة قريب لى توفى يوم ان قررت اصور الشهادات كلها واعمل سى فى كامل للتقدم للعمل كمهندس فى احد الشركات او الدول العربية ...هذا اللص حرق دمى كما لم يحرقه احد من قبل ولا من بعد ...ولم يرض المعهد الأمريكى ده أن يعطينى بدل فاقد حتى مع علمه بما حدث ...
هناك بعض اللصوص الشرفاء يأخذ المحفظة او الحقيبه ويأخذ منها المال ويعيد لك اوراقك وبطاقتك لعلمه انك تحتاجها فى عملك وحياتك وبعضهم يكون من الخسة بحيث لا يهتم ويمكن يحرق الورق ايضا طالما لن يجنى من ورائه مالا ......وجدت هذا الخطاب الأصفر والصورة فى مظروف قديم وانا ارتب اوراقى فى منزل العجمى وسط اوراق الذكريات والكراكيب التى ترك عليها الزمن بصمته

1 comment:

شمس النهار said...

مقلب سقع صحيح
:)))

اما الحرامي اكيد قدر يسرق الورق بس العلم في راسك مش في الشهادات

معلش في مواقف بتحصل لنا مهما عيشنا مش بننساها

About Me

My photo
أحب الثقافة والفنون والشعر وتبادل الأفكار النافعة والهوايات المتعددة والمصنوعات اليدوية والرسم والمسرح والأغانى القديمة ذات المعانى الراقية والأفلام الكوميدية اتقن الكثير من الأعمال اليدوية (اصنع بنفسك )واهوى أصلاح أى معدة تتلف : حته جديده بقى أنا الماكس فى أحشائه الضحك كامن فهل ساءلوا بلوجاتى عن طرفاتى