انه دكان للخردوات نبيع فيه الخواطر والذكريات.. ونشارك بالقصص ونقرأ من خلاله أفكار اهل الدكاكين المجاوره ونسمع منهم كما نحكى لهم - هو مكان لتواصل جيل أوشك على الرحيل مع جيل هو بطل المستقبل القريب ...

Saturday, January 31, 2009

مهد الحفيد




عدت من رحلة عمل طويلة نوعا ما فى الغردقة استغرقت أسبوعين كاملين كنت خلالها أحس أننى أعيش فى بطرسبرج أو فى باكو ذلك أن الفندق كله يعج بالروس والجمهوريات المستقلة واللغة السائده فى المكان هى الروسى حتى العاملين فى الفندق اصبحوا روس اللسان من المطبخ حتى الروم سيرفيس ...الرحلة بالباص تأخذ من اسكندرية لهناك 10 -11 ساعة ..


المدينة تغيرت جدا فقد كانت آخر مرة زرتها سائحا من عشرسنوات تغيرت للأحسن طبعا ..لكنها تعانى من الركود هذا العام أصحاب المحلات الخالية من الزبائن " المريشين" يشاهدون التليفيزيون فى محلاتهم لأن الزبائن غير موجودين ...هل علينا فى الأسبوع الماضى وفود المصاريه لزوم أجازة نصف العام فجعلونى أحس أننى مازلت هنا فى ميدان رمسيس بالتحديد ...المهم خروجا عن


العنوان وتحديثا للأمور كما يفعل أهل البلاليج كتبت شيئا عما حدث وابدأ به




غضبة بلاد الترك ويا فنزويلا


خلت رقابينا مايبنهم موش طويله


لما وقف راجل وإسمه أردوغان


قدام شيمون الصهاينه ابو ألف حيله


أظهر له ظرابين التراكوه آم نفخ


أوداج دى عثمانلى ..وعثمانلى أصيله


حمر له وشه واتنفض ..شاور بجد


فقع العيون الكسيره والنفس الذليله


وقال كفايه الكدب يكفى قوم بقى


لم الورق ساب المكان شتم الحضور


هل كانو دول مننا .. أو وسطنا ؟؟


لكنه دم الحر.... لما يثور يفور


مافيش له ريس فى الحقوق غير ربنا


ينفع كده ياخوانا.... لما ينتفض


بدل العروبة الترك ... واحنا فى البليله






نعود لموضوعنا الأساسى بعد هذا التحديث والتهييس.. فقد أخذتنى مأمورية الغردقة من عمل كنت أقوم به فى ورشتى المتواضعة فى العجمى كنت اصنع سريرا هزازا لأول حفيد لى ..ومنهمكا فيه ...كنت قد صنعت واحدا لأبنى الأصغر فى الثمانينات ولا أدرى أين استقر فقد اقترضه الأقارب لما كبر ابنى وتنقل من بيت لبيت وطبعا أخذ طريقه للروبابيكيا ..أنا وزوجتى بمجرد أن علمنا بنبأ مايسمى "إذا كان حايبان " الشهير بدأنا فى الاستعداد هى بالتريكو والبطاطين المنسوجه والطواقى والشرابات وأنا بالسرير والمرجيحة ..نزلت واشتريت الخشب بالمقاسات والتخانات المطلوبه ووقفت فى ورشة المنشار أقطع وامسح الأخشاب كأى نجار محترف وحملت كل شىء للعجمى مقر العدة والشواكيش والمناشير وانهيت الأجناب والموله التى هى "على العريس" عادة وكنت فى مرحلة تصميم وتنفيذ الحامل الذى سيتأرجح المهد عليه حين اضطررت للسفر ... ,والصورة المرفقة لمهد ولدى الصغير زياد وهو نائم داخله ...ويتمرجح أما الصورة الأخرى زيادالطفل عندما كبر قليلا .. والآن هو مهندس معمارى مشهود له ..مازال أمامى شهرين ونصف تقريبا يمكن انهاء المهد خلالهما ..


ضمن هواياتى العديدة النجارة وصنعت لبيتى العديد من القطع النافعة ..ومن علمنى النجارة وفنونها هو عم احمد الذى صنع لنا أثاث منزلنا فى السبعينيات ..كانت ورشته فى منطقة الروضة بالقاهرة وكان عجوزا ونحيفا ..وكلما رفع قطعة خشب صاح قائلا " ياقوة الله.." كانت تلك لزمته ...لما رأى منى حبا فى النجارة قال تعالى معايا يوميا وانا أشطب فى عفشك وانا أعلمك ما عندى من أصول ومهارات ...وقد كان ..كنت فى دورة تدريبية طويله فى القاهرة تسمى فى الجيش" فرقة" فكنت أذهب إليه ظهرا وأعمل معه فى عفش بيتى يوميا وهو من شجعنى على الاستمرار فى هذه الهوايه


بدأت بعمل مكتبه أو" بابلوتيكا "متحديا نجارا فى اسكندرية أخذ يماطلنى فى عملها ومن زهقى أخذت الخشب وعملتها بنفسى ...لست أدرى سبب السعادة هكذا بالأحفاد ..أهى الرغبة فى البقاء ؟؟ واستمرار الاسم ؟؟ أم هو حب عام للأطفال؟؟ ..أنا شخصيا لى ممن هم فى منزلة الأحفاد عشرات فأخوتى ماشاء الله عشرة وأنا فى المنتصف تماما خمسة فوقى وخمسة بعدى وكلهم لهم أولاد وأحفاد وأحبهم جميعا وأسعد أوقاتى هى التى أمضيها فى مشاغبتهم واختراع ألعاب تبهرهم ومراقبة الدهشة على وجوههم .. فى أحد المناسبات قمت بمشاغبة حفيدة أختى الصغرى واسمها عندى" فريده الجديده" زى مصر الجديده كده قلت لها : اسمعى أنا دلوقتى معنديش بنات عندى اتنين صبيان وانتو اتنين بنات ..فإيه رأيك أدى مامتك قرشين كده يعنى عشرين اتنين وعشرين جنيه وابدلك بابنى الصغير زياد وانتى تيجى تعيشى معانا وهويروح بدالك عند مامتك وباباكى ويبقى كل واحد عنده من الصنفين ولد وبنت ...البنت اتسعت حدقتاها وأخذت تكيل لى الأعذار : أصل السرير بتاعى ماينفعشى اسيبه ..وبعدين الكراسات والكتب والشنطة لالا.. واروح الحضانه ازاى وأنا أفند لها كل الحجج بوجود البدائل ...البنت جرت على والدها الذى جاء متأخرا وقالت له: الحق عمو ده عاوز يشترينى بعشرين جنيه ...ومن يومها وفريده الجديده تأخذمنى موقفا كلما رأتنى ...لا انسى أبدا كلمة عامل مصعد فى أحد العمارات بالقاهرة وكنت أصعد مع أطفالى وكان صغيرهم يبكى ...كان الرجل نوبيا أسمر بعمامة بيضاء ولما رأى بكاء الطفل قال بابتسامة كشفت عن أسنانه بالغة البياض : لماذا يبكى البيمبو ...إن الشمس لا تطلع الا من أجل هؤلاء الأطفال ...قالها حكمة ..وأنا معه.. فالشمس لا تشرق إلا من أجل هذه الوجوه البريئة


About Me

My photo
أحب الثقافة والفنون والشعر وتبادل الأفكار النافعة والهوايات المتعددة والمصنوعات اليدوية والرسم والمسرح والأغانى القديمة ذات المعانى الراقية والأفلام الكوميدية اتقن الكثير من الأعمال اليدوية (اصنع بنفسك )واهوى أصلاح أى معدة تتلف : حته جديده بقى أنا الماكس فى أحشائه الضحك كامن فهل ساءلوا بلوجاتى عن طرفاتى