انه دكان للخردوات نبيع فيه الخواطر والذكريات.. ونشارك بالقصص ونقرأ من خلاله أفكار اهل الدكاكين المجاوره ونسمع منهم كما نحكى لهم - هو مكان لتواصل جيل أوشك على الرحيل مع جيل هو بطل المستقبل القريب ...

Tuesday, August 26, 2008

نجحت ياماما ..نجحت

تلك كانت اولى اخبار وصيحات ابنى الأول عند عودته من الحضانة فى أول يوم دراسى له وكان سنه 3 سنوات ونصف تقريبا ..لم نفهم معنى الخبر ولا سبب الفرحة البادية على ملامحه..هل يقصد أن مجرد ذهابه للمدرسة وعودته سالما يعد نجاحا فى حد ذاته .. أم انه جاوب على سؤال فلسفى- جامد آخر حاجة - كما يقولون هل اختبروه فى أول يوم ؟ هل رقى الى ثانيه حضانة فورا لعبقريته ؟ لم نعرف الإجابة حتى اليوم وان كنت ارجح أن مجرد تمكنه من الجلوس على تخته هو قمة النجاح .. ولربما كان عدم بكائه مثل كل التلاميذ سبب تميزه ونجاحه المزعوم .... الف مبروك يابنى ...أهم شىء ان الإنسان يحس ولو بالخيال انه حقق شيئا هاما وانتصارا أوليمبيا عمر هذه الواقعة ربع قرن .. .. كبر ولدى هذا وأصبح مهندسا وفى يونيو الماضى كان زفافه لعروسه ... كنت أستغرب دموع الآباء والأمهات يوم زفاف ابنهم أو بنتهم رأيت تلك الدموع الرقيقة تنساب على وجوه آباء أعرفهم .. وكنت استغرب لماذا الدموع هذا يوم فرح وليس هناك أى مجال للدموع والعروسين لن يذهبا بعيدا انهم فى الجوار لن يذهبوا لأى مكان آخر ان منزلهم على بعد نصف ساعة سواقة .. فلماذا الدمع إذن ... ظل هذا التساؤل فى ذهنى ..... إلى أن عشته واقعا
كان دورى يوم الفرح مصاحبة ابنى فى الغرفة التى خصصها الفندق للعريس كى يتم ارتداء بدلته وربط البوبيون الشهير والاسترخاء حتى تدق الطبول ... بسم الله الرحمن الرحيم حنبتدى الليله..... ترا رار ارار نزلت من بيت الجدة حيث كنا جميعا هو بسيارته الصغيرة أمامى وأنا بسيارتى خلفه .. بمجرد ركوبى السيارة بدأت عينى فى الامتلاء بالدموع ... احاول دفعها فلا استطيع استغرب على نفسى .... ايه ياجدع انت العبط ده ؟ ولا فائدة .. تعاطف أنفى مع عينى فى البكاء فبكى أنفى هو الآخر واصبحت لا أرى الطريق جيدا من كثرة الدموع .... وكان أكثر ما يقلقنى أن يرانى الناس على هذا الحال فيظنوا ظنا آخر خلاف الحقيقة .... الآن عرفت سر بكاء الأب يوم زفاف ابنه ... صرت عضوا فى الجروب ... جروب البكاؤون يوم الزفاف أجابت دموعى المنهمرة عن تساؤلى السابق ... دخلت فى لب الحقيقة بنفسى ... انه شعور لايمكن وصفه .... فيض من المشاعر ...خليط من الفرحة والذكريات ... شعور بانقضاء الزمن سريعا ... وصلنا للفندق فرسمت نظرة جديه على وجهى أدارى بها احمرار عينى البادى لكل ذى نظر وشغلت نفسى بإنزال الحقائب ومعرفة رقم الغرفة واجراءات الجراج الخ الخ متفاديا فى كل ذلك أن تقع عين ابنى على عينى وأنا فى هذه الحالة الطفولية التى لا معنى لها فى ذلك اليوم ... مر ابنى على منسقى الفرح واستعاد مجموعة الصور التى اخترناها واختارها هو لتمثل عرض الشرائح التى ستعرض كقصة لطفولة وشباب كلا من العروسين ثم لقاؤهم فالخطوبة فالكتاب وهكذا ... طلعنا الغرفة ... وانشغل العريس بالاجراءات والملابس والعروس والجراج والحلاق وخرج ... جلست وحدى فى الغرفة ممسكا بالدموع التى بدأت الهجوم مرة أخرى قلت اشغل نفسى بالنظر ومشاهدة مجموعة صور ابنى التى اختيرت للعرض slide show كانت أول صورة لإبنى وعمره 5 أيام فقط يتوسطنى وزوجتى ... كان صغيرا جدا وجهه أحمر مستدير وكنا وزوجتى نبتسم فرحا بقدومه ....... فاض الدمع المحبوس فيضانا أكبر من سابقه واهى فرصة مادمت وحدى افضى ربع كيلو دموع من خزان الدوع الممتلىء على آخره ذلك اليوم ... مابين الصور والدموع قررت أن أهدى ابنى قصيدة شعرية صغتها بسرعة على أوراق الفندق الصغيرة الموجودة على المنضدة القريبة منى
كان البيت الأول فى القصيدة :-
هكذا كان صغيرا صغيرا
وأول شىء فعله حين جاء الى الدنيا ابتسم
سألنى ألف سؤال وسؤال
لم تكفه أبدا إجابة .. أو نعم
من جاء يسألنى يحاورنى
ويجرى بجوارى .... يسبق القدم القدم
وسأنشر القصيدة عنما أعثر على المسودة التى تاهت منى ..ولكنى عرفت الآن سر دمعة الآباء يوم زفاف الولد

4 comments:

Anonymous said...

جميل جدا هذا البوست الذى يفيض رقة واحساسا

Keep dropping the lines ..

someone in life said...

استاذ ماكس
اهلا بيك في عالم البلوج طبعا عارفين حضرتك من حكاوي استاذ شريف يا صاحب القنبله الفوليه انا جيت اقول اهلا و بعدين اقرا و اعلق و اكيد هازور حضرتك كتير
تحياتي

someone in life said...

انا قريت و رجعت و لقيت التعليق التاية
انا كمان عيني بتدمع و ماكياجي بيبوظ لما باروح حفله او بطوله مع ابني عيني بتكون مليانه دموع و بتنزل بشدة بس من الفرحة و اقول هو ده بطوط الصغير اللك كان بيحط اللعب في الشاي بتاعي من غير ما اعرف و اللا ده كاتي باتي اللي كنت باشيله و امشي دلوقت قال كبر و بيعرف يقول حاجات كتير هههه ذكريات

تحياتي

maxbeta3zaman said...

الى some one in life
يعنى موش انا وحدى الل بتضيع حاجاتى فى البلاليج ..الم يحدث لك أن ركنت السياره فى مكان ورجعت فأتعبك العثور عليها؟؟ وربما لا تجديها مطلقا! إذا رفعها الونش هذا هو حالنا مع ابو البلوجات بيخبى الحاجات تحت الكنبه وأحيانا فى شواية البتاجاز عشان ندوخ احنا عليها وكان فيه زمان منادى يؤجر للنداء على الأولاد التائهين )عيل تايه ياولاد الحلال ...فلماذا لا يقوم اخواننا المبرمجين وأصحاب المهارات الكومبيوتريه بعمل منادى على البوستات والبلاليج والكومنتس التائهة لأن أبو اسكندر بالجامد تاهمنى فى كومنت عامله عندى
اهلا بك فى دكاننا المتواضع

About Me

My photo
أحب الثقافة والفنون والشعر وتبادل الأفكار النافعة والهوايات المتعددة والمصنوعات اليدوية والرسم والمسرح والأغانى القديمة ذات المعانى الراقية والأفلام الكوميدية اتقن الكثير من الأعمال اليدوية (اصنع بنفسك )واهوى أصلاح أى معدة تتلف : حته جديده بقى أنا الماكس فى أحشائه الضحك كامن فهل ساءلوا بلوجاتى عن طرفاتى