انه دكان للخردوات نبيع فيه الخواطر والذكريات.. ونشارك بالقصص ونقرأ من خلاله أفكار اهل الدكاكين المجاوره ونسمع منهم كما نحكى لهم - هو مكان لتواصل جيل أوشك على الرحيل مع جيل هو بطل المستقبل القريب ...

Saturday, August 30, 2008

على بورسودان ودينى فيلم كوميدى تراجيدى


الوقت فبراير 2006 المهمة محاضرة ودورة تدريبية لمهندسى وفنيي ميناء بورسودان فى موضوعات التحكم الإلكترونى فى السيارات الحديثة ... شهور قبلها وأنا أحضر المادة العلمية والصور والأفلام التعليمية من المكتبات والنت والشركات العاملة فى السيارات الموضوع حديث وأول مرة أعطى الدورة خارج مصر .... جهزت الباور بوينت والسى دى والهاند آوت كله تمام .... شنطة للهدوم وشنطة للعلوم واللاب توب فى أيدى ...كله تمام احجزولى على طيارة بورسودان هى واحدة أسبوعيا ...السبت 7 مساء ... ولأنى سكندرى المقام والعمل فقد كان لزاما على الحجز فى السوبرجيت .... حسبتها بالراجع 7-2=5 يبقى فى المطار الساعة خمسة احجزلى ياعم على أتوبيس 1 ظهرا

كان يوم باين من أوله .. نزلت مع ابن ليوصلنى الأتوبيس وضعنا الشنط الثلاثة فى شنطة العربية وجينا نتحرك فردة كاوتش نايمة عالجنط افتح ..حول.. شيل.. وخد عربية ابنى ..وصلت للسوبرجيت فى آخر5 دقائق.. المطار ياريس ؟ قديم والا جديد ؟ القديم الناحية الشمال.. ماشى واحد اتنين ..واللابتوب تحت باطى ..خد النمر ...ملحظة هامة جدا هنا زوووووم على هذه النقطة الراجل حط الشنطتين بتوعى جنب بعض شمال وفى آخر باكيه .. وانا حفظت مكانهم وماكانش حواليهم شنط كتير .. سؤال للسواق والله يباش دكتور مهندس سيادتك تقدر تقوللى العربية توصل المطار الساعة كام تقريبا ؟ كان السؤال هو المفجر الديناميكى لجام غضب السائق ذو الملامح المكفهرة والشعر الكانيش .... كله حسب التساهيل احنا ماشيين على هوا_يقصد الكاوتش منفوخ بالهوا وممكن يقش فى لحظة .. بس انا ورايا طيارة السا... قاطعنى بحدة : ماكل الركاب زيك مسافرين ماحدش بيتكلم الا انت؟... آه ليلة بيضا من أولها ..قعدت اطمن نفسى ... طب ماأنت لما كنت مسافر سوريا الستة اللى قبلها الأتوبيس خدها فى 4 ساعات للمطار ...قالت لى نفسى التانية.... بس ده كان السعة 4 الفجر يا حلو.. ردت عليهم نفسى التالته خلوها على الله بقى وبلاش قلق .. طلع السواق متأخرا 5 دقائق وأنا عينى على عقرب الثوانى اعدها وأحسب الزمن الباقى ولا كولينا الحكم الطليانى المشهور وصلنا مشارف القاهرة بعد 2:45 ساعة قلت فيه أمل بدا زحام الهرم يسمع فى الصحراوى والناس تقول له على جنب هنا ياسطى .. وهو يطاوع كأنه سرفيس\ مشعل\ المطبعة\ الليل\ فاطمة رشدى\ ...وأنا أعصابى بتتحرق وعقرب الثوانى يلف بسرعة أكبر مما عهدته..الجيزة .. الشنط \10 دقايق ياحضرات\ اللى عاوز يدخن .. يدخن !؟؟...فاضل يطلعلى لسانه ..بعد كده رمسيس\ 5 دقايق ياحضرات اسلم عهدة ... بدا الوقت يمر ولسة فيه وقفة عاشرة فى الماظة ...هنا يجوز اللطم على كلا الخدين بكلتا اليدين .. وقف فى الماظة وركن ببطء شديد .. وإمعانا فى التنكيل بى بدأ كل العاملين فى موقف الماظة يسلمون على السائق وكأنه كرم جابر صاحب ذهبية المصارعة ويقولون له حمدالله عالسلامة .. وزيادة فى الكرم زودوه بطبق كشرى أكله تحت .. فلما رآه المدخنون نزلوا فشربوا سيجارة لكل مواطن... وحرق دم للعبد لله ... بعد الحاح منى وتوسل يفوق متسولى الأماكن السياحية بدأالسائق فى التحرك ولكن كانت هناك مفاجاة أخرى ... أثناء محاولة السئق الخروج من الموقف وسط زحام العربات الخاصة صدم سيادته سيارة شاب جولف\ فجرى الشاب كالمجنون وقطع الطريق أمام السئق متوعدا وشاتما جدودوسنسفيل جدود السائق واضعا المحمول على أذنه حاتدفع حقها يابن ... دانا لسة جايبها من أسبوع بس طبعا داد" هو اللى جايبها ...كان من نوع " هو انت موش عارف بتكلم مين "؟ انطلق الجميع يهدىء فى الشاب الهائج ... دى ناس مسافرة مالهاش ذنب المهم المهم وصلنا المطار القديم وباقى على إقلاع الطائرة 20 ق لكم ان تتصوروا حالى وأعصابى المنهارة من كل ماجرى .. قفزت من الباص وجريت على الخلف شمال ونزعت شنطتين واحدة سوده وواحده كحلى ولم أنظر فى الرقم بتاتا جريت مهرولا والشنط تطير خلفى رغم انها بعجلات تصببت عرقا رغم كوننا فى فبراير وجدت مندوب الخطوط السودانية منتظرنى على باب الدخول ...ياللا يا أستاذ الكاونتر خلاص حايقفلوزنت وختمت وأنهيت الإجراءات بمساعدة الجميع وما ان وصلت قاعة الترانزيت حتى نادو علنا للخروج والصعود هدأت عندما جلست فى مقعدى ... لكن القدر كان يخبىء لى البمبة الكبيرة ... وصلنا مطار بورسودان وانهيت الدخول سريعا لأن السودان ومصر لاتوجد تأشيرات دخول فقط الباسبور ... وقفت فى جانب السير منتظرا سنطتى السودة للهدوم والكحلى للعلوم ...ظهرت السودة آدى واحدة ... فين الكحلى يمكن مع الدفعة اللى جايه ... مافيش كل الناس ابتدت تسحب شنطها وانا واقف فى شموخ تمثال رمسيس اللى كان فى الميدان .. ولكنى لاحظت بذكائى غير العادى أن هناك شنطة كحلى تلف وتدور ولا يسأل عنها أحد ... هى شبيهة بشنطة العلوم ولكن مقبضها مختلف قليلا ومهرية بعض الشىء ولكنها ليست شنطتى .. لما لفت بدوت أن يستلمها أحد لعب الفار فى عبى وخربشنى بشدة بأظافره الطويلة ...قلت طب ابص غلى الورقة الملصقة عليها ... صعقت عندما وجدت اسمى مدونا عليها ومطار الوصول أيضا ... صحت مستغيثا الشنطة دى اتبدلت ... لما هدأت وزال التوتر منى لاحظت فرق الوزنشنطتى كات ثقيلة كلها ورق ومذكرات وكتب وسى دىز وأفلام فيديو وسندوتشين أعدتهم لى زوجتى عشان العشا ياشرطة يا جوازات ... استنى لما الصالة تفضا ونجيب مندوب الخطوط ..مزح معى أحد الجنود آه يا حلو لو طلع فى الشنطة دى ممنوعات حاتلبسها ... أسمك عليها يعنى انت اللى وزنتها فى القاهرة ...ياحلاوة وآدى مؤبد فى سجون السودان ... الحقيقة ان أخواننا فى السودان كانوا فى منتهى الشهامة والتعاطف معى ...نفتح الشنطة بلجنة يمكن يكون فيها مايدل على صاحبها الأصلى .. فتحو الشنطة أول طبقة شرابات تانى طبقة بجاما وهدوم بسيطة جدا ... أنا قلت بس دى شنطة عامل بيشتغل فى الخليج وراجع من أجازة واتبدلت فى الباص والتانى حايلاقى كتب وسى دى وأفلام عن السيارات وبعض المعدات الكهربية أثمن بكثير من جوزين شرابات وتى شيرت وكوتشى ... حفر مندوب الجمارك فى قاع الشنطة فوجد ملفا به صورة بطاقة شخصية وشهادة بكالويوس صيدلة .... وأهم من هذا كله شهادة انهاء الخدمة العسكرية لتفس الشخص وهو سكندرى المسكن أيضا إذن أنا المخطىء أنا الذى لهف شنطة الصيدلى الشاب وهرب بها للسودان وجدنا السيرة الذاتية وتليفون الصيدلى ... قدم لى مدير الخطوط _وبرقة متناهية تليفونه الجوال الدولى لأتصل بابنى وأكلفه بالاتصال ببيت الصيدلى ليطمئنه غلى أوراقه ويطلب منه إرسال حقيبتى للمطار ليرسلوها لى على بور سودان لأن بها كل الكتب وجدت ابنى على علم لآن الصيلى وجد اسم مكان عملى وتليفونات العمل مدونة على أوراق الدورة وعرف منهم تلفون ابتى وقال له بحدة "أبوك ضيع مستقبللى المهم اشترط الشاب وصول شنطته أولا للقاهرة كى يفرج عن شنطتى الحبيسة لديه فى القاهرة مطبقا المبدا الشهير فى لعب العيال -سيب وانا أسيب - ... وهكذا ولكى لا أطيل علىكم وصلت الميناء بدون شنطة العلوم والداتا لكنى كنت حفظ صورة من المحاضرات على اللابتوب وتمكنت من طباعتها مرة أخرى وتوزيعها على المتدربينكنت كل ليلة أذهب الى مقهى نت واستغيث بكل اصحابى وأقاربى اللى موجودين فى دفتر عناوين الميل عندى ولكن كلهم لايفتحون البريد يوميا... عدت الدورة على خير... وعملوا لى حفل فى النهاية وأهدونى شنطة جلديه جميلة مازلت احتفظ بها أما الحقيبة المبلة أو التائهة فقد تسلمتها فى مطار القاهرة لأن مبأ سيب وانا سيب لم يترك لهم وقتا كافياٌ لإرسالها غبر الخرطوم لبورسودان ....تعلمت أن أسافر مبكرا حتى لاتتلف أعصابى ..... انتهى .....قصة حقيقية "

No comments:

About Me

My photo
أحب الثقافة والفنون والشعر وتبادل الأفكار النافعة والهوايات المتعددة والمصنوعات اليدوية والرسم والمسرح والأغانى القديمة ذات المعانى الراقية والأفلام الكوميدية اتقن الكثير من الأعمال اليدوية (اصنع بنفسك )واهوى أصلاح أى معدة تتلف : حته جديده بقى أنا الماكس فى أحشائه الضحك كامن فهل ساءلوا بلوجاتى عن طرفاتى