يوم ثان فى لوس انجيلوس ...زيارة هوليوود
انتهى يومنا الأول فى المدينة بزيارة لنصف المدينة اعقبه قلق من وجوه
الركاب فى المترو الأخضر وفشلنا فى العثور على مطعم فاتح لأننا عدنا متأخرين من
نهاية الخط الأزرق للمترو الذى لم نبرحه وعدنا بجلدنا بدل التثبيت والبهدلة
والعودة حفاة زى احمد حلمى فى جاكى شان ...مررنا على بنزينة موبيل القريبة والتى
بها محل بسكويت على كازوزه على حلويات واثناء تفقدى للرفوف بحثا عن علبة جبنه بيضه
او نستو او حلاوة الميزان اختراع يا كوتش
...اذ بصوت من خلفى يقول وات دو يو نيد ..فالتفت الى الصوت لأن لكنته الانجليزية
قالبه على مصرى ...فإذا به مصرى يبادرنى بقوله انت عاوز ايه بالضبط ...انت مصرى ؟؟
ايوه ...اهلا وسهلا ...انه على او مطاوع ابن المحلة الكبرى الذى فرح بنا وفرحنا به
واصر على عزومتنا على الفطار فى اليوم التالى وهو تانى يوم لنا فى الحى ..( داونى
) وفى المدينة كلها ..واومات زوجتى لى بالاعتذار حتى لا نكلف عليا فوق ما يطيق
سيما واننا لا نعرف عنه وعن احواله سوى انه مصرى وهنا من 15 عام ولا يعرف كيف يركب
المترو واندهش كوننا من اول يوم ننط فى المترو ونجوب المدينة كما يفعل العارفين
والملاحين ..وانا من جانبى لا احب ان اشعر من يدعونى لضيافة انه دونى او اتعالى
عليه مشفقا خاصة اذا كان من الريف المصرى الاصيل الذى شب على الجود بما هو موجود
ومتاح ..فقلت له موافقين على الفطار معك الثامنه صباح الغد ...واعطانا نمرته على
الهاتف ومضينا للفندق ثم خطر على بالى تجربة محل البيتزا هت القريب ربما يفتح بعد
السابعة وكانت الساعة 10وخمس دقائق مساء ...وجدت فتاة فى محل البيتزا تكنس من وراء
الزجاج شاورت لها بما معناه مم ...مم ..جعان ...شاورت لىى على الساعة وقرأت
شفايفها ...وى آر كلوزد ..ولصقت انفى فى الزجاج ....دو يوه كنو اوزر بليس ذات مايت
بى اوبن ؟ فشاورت لى على الناصية التانية وكان دكان البرجر مضاءا وبه حركة
...فذهبت اليه وجدت الباب موصدا والفتاة ام سماعات ومايك تشير لى باشارة اعرفها
تماما وآخرها كلوزد ...لكنها شاورت لى بإشارة تعنى تليفون او كلمنى شكرا موش عارف
بالضبط وبالصدفة وجدت شابا اسود يهم بركوب عربته حاملا طعام ولفة فى يده فقلت له
الناس دى موش بتفتح لى ليه مع انهم شغالين اهوه ...قال انهم يبشتغلون من شباك خدمة
الدرايف اين سيرفيس ...امممم طب نروح نجرب حظنا مع اغنية غريب وساكن حيكم ...والود
اكلَه عندكم ...لفيت لقيت 3 عربيات واقفين طابور وواحدة ست كده واقفة امام شباك
وبتملى البت ام احمر وسماعة طلباتها ...فتقدمت لتوى الى الشباك كما يفعل المشترى
من الفرن اللى بيدخل من جنب الطابور فيصيح فيه الناس ايه ياجدع انت ما تحترم نفسك
فيقول لهم انا حاخد خمس ترغفه فيقول له المحتجون اديله يااسطى عبده خمسة عشان يمشى
...طلع الموضوع هنا موش كده خالص ...انا لما قربت من الشباك الست اللى فى العربية
خافت منى وكشت طبعا شكلى كان اجرام بالنسبة لها او خشت ان اكون سكيرا انتوى شرا
...والبنت قالت لى سورى وى دو نوت سيرف بيبول اكسبت اون هويلز ...قلت لها يعنى
اروح ااجر عربية بميتين دولار عشان اشترى سندويتشين هامبورجر بعشرة ...فهزت كتفيها
وقالت : زات ايز زا روولز .....جتك رولز رويس لما تلهفك بت عديمة المروة ...وعدت
لزوجتى خاوى الوفاض وتعشينا بسكوت بالجبنه ....
صبح الصباح تانى يوم فى راسى خيارين لا
ثالث لهما ...نفطر ونروح لعلى بسرعة ونجرى على استوديوهات يونيفيرسال ...او الخطة
ب وهى الذهاب الى الفاشون ايلاند ذات المناظر المبهجة ....
لكن النية بدأت تميل الى استوديوهات السينيما لما ظهرت ديان وفيكتور
ديان وفيكتور ...ظهور ورغى واختفاء
ونحن فى حجرة مدام سانجام وزوجها سوراج نفطر اول فطور لنا فى السابعة
والنصف اذ بها تدخل مزعببه ومزمجرة على الحاج سوراج جوز سانجام عشان يديها وصل
باللى دفعته امس وهى بتدفع يوم بيوم ..وبعدين صبحت علينا وفيكتور ساكت وقالت انا
هنا فى زيارة ورايحة فيجاس بعدها وفيه صديق حايفسحنا فى لونج بيتش النهارده طيب
ربنا يوفقك ياستى وتتفسحى ...ديان من النوع اللى يقرقشك ويخبزك ويعجنك فى 3 قائق
...فقالت انتو بقى ايه برنامجكو قلنا والله احنا فيه واحد اسمه على عازمنا على
فطور وبعديها نروح على استوديوهات يونيفيرسال ..اوووووه يونيفيرسال ده انا ممثلة
فى بيرو ولازم فعلا اشوف الاستوديوهات دى ...انا حاكلم صاحبى ونلغى مجيته لنا
ونيجى معاكم انتو عارفين السكة ....طبعا ولا فخر احنا ولاد بطوطه فى المشاوير
المتروهالتى والباصاتى والكعابى كمان ...اووووه جو آند فيزيت يور
ايجيلبشان فريند
آند وي آر ويتننج فور يوه هير ...اوكى ...
اعتذرنا لعلى باننا رايحين مع ناس خواجات لهوليود ف نخليها فطار بكره ...لا لا
نخليها عشاء بكره واتفقنا على تلبية دعوته للعشاء يوم الخميس ...
عدنا ولقينا ديان وفيكتور جاهزين وتوليت انا الملاحة المتروية المواصلااتية
...مشينا كلنا الى محطة المترو القريبة الخط الأخضر وقضت هى وقتا طويلا فى التعامل
مع ماكينة طباعة التذاكر آليا ولما قلنا لها ما تشترى تذكرتين لكل المواصلات طول
وجودك هنا ترتاحى وتوفرى الوقوف الطويل ...قالت لا لا انا عوزة الحد الأدنى اقل
ثمن ممكن يوصلنى المشوار وخلاص ...دَفَعِت هى لها ولفيكتور 3 دولار وفاكرة ان هذا كاف ذهاب
واياب ..ودخلنا المحطة بتاعة المترو جرين لاين ومنه الى وصلة المترو البلو لاين
شمالا حتى محطة شارع 7 وهناك كان مفروض ناخد المترو الأحمرالموصل الى هوليود
واستديوهات السينيما ووقفنا على الرصيف المكتوب عليه الخط الأحر تمام فجاء قطار
عليه خط احمر من الجنب فظن جميع الغرباء ونحن منهم انه الاحمريكو ....لكنه طلع غير
ذلك ولما كنت حامل الخرائط فقد عملت اختبار على اسم المحطة التالية فطلعت غلط
...وصاحت فتاة انجليزية بلهجة انجليزية بالغة الوضوح ...وى آر إن ذا رونج مترو
....انه البيربل يا رجال ....المترو البنفسجى الذى يمشى على ذات القضبان مع الأحمر
ولكنه يفارقه عند نقطة معينة ...هذا ماوقعنا فيه ...الحل ؟؟ننزل كلنا ومعنا الفتاة
الإنجليزية وصديقتها ونعود محطة للوراء ونأخذ الأحمرانى ابو دم خفيف ...وعلى
الرصيف تكلمنا مع الفتاة ...انها فتاة فى العشرين تقريبا ممتلئة القوام قوية تحمل
على ظهرها حقيبة كبيرة قالت انها تلف امريكا مع بعض اصدقائها منذ شهر وانها عبرت
القارة من شرقها لغربها فى 3 اسابيع فى ميكروباص مع التخييم فى كل مدينة او بلدة
على الطريق وانها تقوم بهذه الرحلة قبل دخولها الجامعة ربما فى الشتاء القادم
وانها كانت تعمل وتدرس حتى تقوم بهذه الجولة وتتعلم الحياة وتكتسب الخبرة ايضا...
خبرة التعامل والسير والمعاملات ...هكذا يفكر الشباب والشابات يعيش ويتعلم يرتحل
ليتعلم ويتثقف ويعرك الحياة معتمدا على نفسه ...اعجبتنى الفتاة التى لم اعرف اسمها
لكنى عرفت عقليتها ...ركبت معنا المترو الصحيح احمر اللون ونزلت فى احد مخيمات
هوليود قبلنا ....واكملنا المحطات حتى وصلنا الى محطة يونيفيرسال استوديو ارشاد
للقادمين بان عليهم صعود السلم الكهربى والتوجه الى مبنى عال تابع للشركة ينقل
الزوار بطفطف ازرق اللون صعودا الى تلال هوليود العالية وسط خضرة ونباتات ونظافة
ونظام ...وجو ملىء بالبهجة والفن معا ..تصعد التل وتنزل تجد باحة مليئة بخدمات
الطعام والشراب ومعارض تذكارات والعاب وصور ...ثم يوجهك مرشدين الى موقع التذاكر
التذكرة العادية لرؤية العروض والجولات المشمولة 84 دولار واى ميزة اضافية تدفع
عنها كاسبقية الجلوس فى المقاعد الأمامية فى العروض او تخطى الدور الرهيب وطوابير
الدور فى الجولة الرئيسية اخذنا فكرة عامة ثم توجهنا الى طابور طويل زجزاجى فيه
اعداد غفيرة والتوافد مستمر بلا انقطاع ورذاذ من الماء البارد يرش من فوهات نافورات
فوق الرئوس باستمرار لترطيب الناس - وهوه ده الطابور اللى فى الصورة دى اعلاه - لأن جو
لوس انجيلوس حار فهى فى جنوب الولايات المتحدة من اقصى الغرب ولا يليها فى الطريق
الى المكسيك الا سان دييجو ....الجولة كانت رائعة وسرحت اقارن ما رايته اليوم وما
كان عليه الحال من 30 سنة حين زرت نفس المكان لأول مرة فى عام 83 عندما كنت فى
بعثة دراسية من القوات المسلحة فى كاليفورنيا ايضا ..الفرق التقنى كبير ودخول
التقنيات الرقمية والحاسب والميكاترونكس والتصوير المجسم جعل من فن السينما شيئا
يجسم الخيال ويسبح فى عوالم علمية وفنية لم تكن فى الحسبان ...من اهم ما شاهدت فى
الجولة كيفية جعل المؤثرات الصوتية والديناميكية تحيل المكان الى زلزال مثلا
فتتصدع الأرض ويسقط عليك لورى فنطاس كبير وينزلق حتى يكاد ان يلامسك وتشتعل نيران
حولك تلفح وجهك فعلا وترى اعمدة خرسانية تتصدع ومياه من مواسير تتدفق فتوحى لك فعلا بان زلزالا كارثيا بالمكان
...رايت كيف يستخدمون مضخات ضخمة لرفع كمية مياه هائلة فوق منحدر مصنوع وحوله
ببيوت صغيرة ويدفعون الماء فجاة تجاهك وانت فى الطفطف فتاتى المياه باندفاع يخرج
بفعل شدته من شبابيك البيوت وعلى المنحدر ثم ينساب فى مصارف واسعة الى حزان دون ان
يغرقك ..فقط تصاب برشات خفيفة من رذاذ اندفاع الماء ....رايت ايضا نموذجا لطائرة
محطمة ومحترقة ومقسومة الى نصفين والمقاعد والعجلات والضحايا واشلائهم وعروض اخرى
مجسمة تظهر فيها الدناصورات وتتصارع وتقضم طفطف مشابه لما نركبه وترى ذلك بالمنظار
المجسم للصورة فتحس ان الأشياء تقف بجوارك ...من اكثر العروض متعة وفنا كان عرض
شريك الشخصية الكرتونية التى تتصدى للملك ومعه رفيقه الحمار كان العرض فى دار
سينيما مجسمة الصورة فيها مؤثرات صوتية حرارية هوائية هيدروليكية وديناميكية ايضا
تنقل اليك الاحساس المطلوب بكل هذه الطرق والامكانيات الى حد رش ذرات من الماء على
وجهك عندما يعطس الحمار وتحس بهواء بارد يلفح رقبتك مع اندفاع البطل وجريه او عند
سقوطه فى الماء مع طرطشة ماء خفيف عليك وعند اطلاق قنبلة مثلا تراها تنفجر امامك
او خلف راسك وتحس بلهيب انفجارها مع الصوت ...اما الخبطات والميل فتقوم مجموعة مشغّلات
هيدروليكية تحت كرسيك بنقل الشعور بالخبطة والهزة والرعد ايضا اليك حركيا ...وهناك
لقطة اسقط فيها المخرج بعضا من العناكب على رؤوس الحاضرين فوقعت ورايت النساء
يصرخن ويرفعن ارجلهن عن الأرض لأن شيبئا ربما كان كهربيا او هوائيا يدغدغ اقدامهم
وارجلهم كمشى العنكبوت خشن الأرجل على الجلد كل هذا ناتج ابحاث وفكر شباب درسوا
العلوم الحديثة وتطبيقاتها الفنية فى السينيما الحقيقة ان باقى العروض المبهرة لا
بد من رؤيتها حتى تحسها وتعرفها وتختبرها كتجربة فريدة ..أظرف حاجة ان كل الضربات
والقنابل كانت كلها بتنفجر فوق دماغ الراجل اللى قدامى عدل موش عارف هل كله حس
بالحكاية دى والا انا بس ؟؟ ولماذا مستقصدينه هو بالذات
مع انه كان راجل صينى طيب
؟؟ كل الضرب والعناكب والانفجارات جاءت على نافوخه هو ...كل شىء
نصيب بقى ...
ختمنا الجولة بفيلم شريك القصير فى العرض المجسم وتصورنا بجانب اشهر الرموز
والمعالم الدالة على المكان وعدنا هبوطا على التل الحاد وكانت الجاذبية تدفعنا الى
اسفل دفعا وبطريقة تجعلك فى حالة فرملة
وليست سير ولابد ايضا من الميل بالقامة الى اتلوراء منعا للكعورة التى هى شقيقة الشَّحوَرة
وبنت عم النقورة على المتعورة ...عدنا الى محطة المترو فى المغرب ونحن نتحاكى على
جمال العروض واتقان الفن السينيمائى فى مهده وفى عاصمته ...وتذكرت انه لابد من العشاء
قبل اغلاق المحلات ذهبت الى محل البيتزا هت الذى طردنى بالأمس وشكيت لهم وانهم
السبب فى بياتى وزوجتى على لحم بطننا ليلة امس فكان ان ظرفونا بيتسا كانت امتع
واشهى واطرى بيتسا اكلناها فى حياتنا حتى تاريخه ...اتارينا باكل حجر
جيرى هنا يا
جماعه موش بيتزا ...عن مصر اتحدث ..
يوم الفسحة فى الفاشون ايلند ....جزيرة الموضات
اليوم الثالث والأخير تم تخصيصه لزيارة ايرفين التى عشنا فيها العام الماضى
واعجبتنا منطقة فاشون ايلاند ...اخترت من جووجل طريق الوصول الى اقصى الجنوب وكان
افضل الخيارات المترو الأخضر ثم باص 755 ثم باص 1 وهو بيت القصيد حيث يمضى هذا
الباص على ساحل المحيط الهادى عدل ويمر على شواطىء ومناظر رائعة ...قمنا مبكرين
الى المترو وسالنا على محطة الباص وجاء واحد منهم ولكن اتضح ان 755 نوعين منهم
واحد هو الذى يذهب الى محطة القناة السابعه او "سفنث تشانل" وذهبنا الى
هناك ولم نعثر على محطة باص 1 الا بعد عناء مع انها جنبنا ولكن الغريب اعمى ولو
كان بصير اتارى رقم 1 افندى لسةطالع من 5 دقائق ولن ياتى الا بعد ساعة لأنه خط
طوالى طويل التيله ....وقفقنا على المحطة وجاء رجل امريكانى سريع الكلام من
لويزيانا ويعرف اورانج كاونتى كما يعرف كف يده قال لى ياعم خد باص 50 الى كاتيللا
مع استيت كولدج ثم خد 57 قلت فى بالى والله فكرة بس انا عارف 57 من السنة الماضية
وعاوزين نستكشف الساحل ...المهم جاءت واخدة صينى ماتعرف ...يابانى ماتعرف وسالت عن
لونج بيتش قولتلها انا عارف انه قريب لكن موش عاوزافتى لتتوه وتتهمها فى واحنا رايحين
الجنوب نيو بورت ....شوية كده وضربت معاها ترانزستورات الذاكرة وقالت انا عاوزه
اروح نيو بورت قلت ماشى يا ام الامبراطور ياحلوة انتى احنا بتوع النيوبورت
ونوصلوكى ونعادى اللى يعادوكى كمان ...قالت انا معاكم ياحلوين – ملحوظة ...انا
بالنسبة لمدام كابوكى اوشين دى طفل او غلام ...- المهم السواق جه ودلعنا ولعبنا
شوية وقاللك انا فى رست وحادخن سيجارة اليكترونى والهف لى شندوشتين وموش حافتح
الباب الا الساعة اتناشر ...وقد كان ركبنا اذا باوشين ملكة اليابان فى الكرسى اللى
ورانا وتقريبا مده بوزها معانا عشان تعرف امتى حاننزل ...وبعدين قالت انا افتكرت
ياجماحه على فكرة انا حانزل عند البيير اللى هوة الرصيف الخشبى يعنى ...فقلت لها
ده اكيد قرب الفاشون ايلاند طلما انت قلتى نيو بورت ....هزت راسها بالموافقة
وبعدين فوجئت بيها تجرى على السواق وقد عادت لها الذاكرة الكاملة وتقول له بصوت سرسوعى اوبرالى من وراء النظارة انا عاوزه انزل عند
البيير اللى جنب بتاع السمك وعادت وهى تنظر الينا نظرات ملؤها الشماته ولسان حالها
يقول: عاوزين تتوهونى يا ولاد اللذينة انا فاهمة اللعب دية من ايام الحرب العالمية
الأولى ...واخذتنا كريزة ضحك ع الولية دى اللى الذاكره بتجيلها على مراحل زى سنوات
الخطة الخمسية ...وفعلا نزلت قبلنا بمراحل على الشاطىء وهى تبرطم باليابانى بكلام
اظنه شتيمة ودعوات مأثورات علينا ...
المناظر والبيوت والنشاط على الساحل الغربى جميلة وتذكرك
بفيلم الفك المفترس ...نخيل زى بتاع اسكندرية ومياه جميلة وطبعا دافئة ...كانت
رحلة جميلة على الساحل ...وصلنا فى منتهاها الى النيوبورت والفاشون ايلاند وامضينا
الظهر هناك نتمشى بين المحلات ونستمتع بالمناظر الفخمه والامكانيات العالية
...وقررنا – وفاءا للذكرى العودة فى باص 57 – جاء الباص وانا ممدد على العشب
الاخضر موش عاوز اقوم ومشى الباص فى طريقه المعتاد الى شارع جومبارى ابن عم
استاكوزا ثم الى بريستول ومر بكل المعالم التى الفناها العام الماضى فقد كان هذا
الباص عو مفتاح الخروج اليومى لنا من حى ايرفينج الأنيق الراقى وصولا الى ديزنى
لاند وكل مقاصدنا وجولاتنا ...مر الباص على حى هسبانو وصعد العديد من طلبة المدارس
وكان الطريق مزدحما وبه بعض اصلاحات وكثافة مرورية كنت اترقب الوصول الى تقاطع
كاتيللا مع استيت كولدج الذى يعتبر وصلة للباص 50 الذى يوصلنا الى نفس نقطة الوصل
مع باص 577 الذى جئنا به من حى داوننج الشرقى بالقرب من المترو الأخضر ...وصلنا
الفندق على المغرب لنجد علىيا قد اتصل وقال انه سيمر علينا بعد نصف ساعة لياخذنا
لمطعم لبنانى يعرفه للعشاء ...جاء الموعد وتعرفنا على مصرى صعيدى جميل هو جون
المهاجر الى امريكا فى السبعينات وكان لايعرف من الانجليزية وقتها غير كلمة ...نو
انجليش ..هو الآن صاحب شركة ولديه موظفين وبزنس خاص به وذكريات عن البدايات
والمصريين فى الغربة يعرف عن مصر واحوالها مثل ما نعرف ونصف كلامه انجليزى امريكى
حاليا شخصية جميلة باسمة وثرية فى تجربتها الانسانية ...وصلنا الى المطعم بعد
قيادة قرابة الساعة وبعض اللفات التوهانية فى حى ملىء بورش وقطع غيار السيارات
..المطعم به قاعة للشيشة والشاى واخرى للعام الشرقى اوبن بوفيه وكل على قد ما تقدر
مما تحب من الاصناف والسلطات والحلو والفواكه ..جلسنا نتحدث وحكى علي كيفية هجرته
التى جاءت بغير طلبه وانما طرات الفكرة على راس احد اقاربه فى المحلة الكبرى فقدم
اسماء 10 من قريته بالغربية الى القرعة العشوائية التى تجريها الخارجية والهجرة
الأمريكية ولم يفز بالهجرة الا هو ...بفضل دعوة والدته له وكفاحه وجده فى العمل
....انا اكتب هذا الكلام فى الساعة الثانية صباحا وانا فى مقعدى فى القطار العائد
بى الى كانساس ...بيت د جمال واختى مضيفنا فى ويتشيتا والقطار يتلو ولا اعرف اين
نحن وفى ولاية فقد غادرنا لوس انجيلوس فى السادسة والربع ونمت فى العاشرة تقريبا
فى كرسى وها انذا استانف الكتابة عن رحلتى هذه ...
كانت الجلسة ممتعه والطعام ممتاز والتبولة واكتاف الضانى والرز والخضار والمحاشى
والمشاوى والسمك ...بس انت كل ياسيدى ...الزبائن من كل الجنسيات ربما لأن المطعم
يفتح لساعات متأخرة خلاف ماهو معروف من مواعيد ثابتة هى 7 مساءا لكل ما سواه لذا
يقصده كل من يتاخر فى عمله ويريد عشاءا مميزا فى الطعم والكميات المفتوحة
...اعادنا الصديقان المصريان على وجون
للفندق وودعنا بعضنا بالأعناق والمحبة رغم اننا نلتقى لأول مرة مع كليهما ...روح
مصرية اخوية جميلة ...هذه آخر ليلة لنا فى لوس انجيلوس وفى الغد رحلة لاس فيجاس
...فإلى بلد الملاهى والقمار والكازينو والعروض والفرجة ننطلق ...
الى لاس فيجاس رحلة اليومين .....
تم الترتيب والحجز الى لاس فيجاس بالحاسب مقدما اخترت
الفندق قريبا من منطقة الزمبليطة والباللو بالقرب من ام جى ام الذى سمعت عن عروضه
من موظفة السكرتارية اثناء تواجدى فى مونتراى عام 83 وصححت حجز الباص بدلا من
القطار الذى كاد ان يودى بى الى لاس فيجاس اخرى فى ولاية نيومكسيكو طبعا هى شىء مختلف
ربما تكون مسشهورة بالصبار او تربية الماعز مثلا وليس الزمبليطه فى الصالون
موعد الباص المتجه الى لس فيجاس نيفادا هو 10:45 صباحا
وبالتالى لازم ننزل بدرى فى السابعة ص وبعد تناول كوب قهوة من عند مدام سانجام
الهندية وترك الكروت الالكترونية وهدية هى كتاب المواصلات والباصات كلها الى
استقبال الفندق ليجدوا ما يقولونه للزبون عندما يسالهم عن مكان او مواصلة ...بدلا
من كلمة آى دونت نوو الشهيرة او بديلتها آى ريالى دونت نوو ..تقبل سوراج الهدية
شاكرا او قل موافقا ...وجرينا الى المترو ونحن نتمنى ان نتمكن من الوصول الى
يونيون فى وقت يسمح لنا بالسؤال عن محطة الباص التى نعرف بالخرائط فقط انها قريبة
لكن جر الشنط فى الزحام ( ساعة الصبحية ) شىء مقلق ...سحبنا الحقائب ومشينا
المشوار المعتاد حوالى 12 دقيقة مشى ونزلنا بالمصعد وفوجئنا بالمحطة زاخرة
بالموظفين نساء ورجال والنساء هم الأكثر نسبة ..هكذا هى امريكا والغرب عموما لا
هزار فى العمل والمواعيد جاء القطار ودفعنا الشنط من الباب وجاءت العبارة الشهيرة
استاى كلير زا دورز آر كلوزنج ....فى المترو 7 سيدات اخرجن علب الماكياج وبدأن فى
وضع البودرة والمساحيق على العيون والوجوه بطريقة تلقائية مع مرآة فى اليد الأخرى وهاتك
يا نيو لوك ويا مسكرة مسكرينى ويا بودرة حاوطينى ...نزلنا من المترو الأخضرانى فى
محطة التلاقى مع المترو الأزرقانى وهنا كانت المفاجاة المحطة مليئة عن بكرة ابيها ...ومكووك
امها . .(الكلام ده نكته للى يفهم فى مكن الخياطة بس) والمترو باين عليه بقاله مده
ماجاش وفتيات الماكياج حايضيع عليهم النيو لوك لو تأخروا وسيأخذون اقلاما على
وجوههم من الرؤساء تزيل البودرة والألوان ...قلق فى العيون واكواب القهوة فى
الأيادى العصبية ...والشنط والتذاكر فى يد العبد لله لازم ناخد اول مترو والا كده ممكن نتأخر ولا زال
امامنا المترو الأحمريكو الى يونيون ...والمثل الامريكانى بيقول ان فاتك الفيجاس
اتمرغ فى الانجلوس ...جاء المترو الأزرق يتمخطر وانواره الأمامية مضاءة والأعصاب
مشدودة ...ولما مرت عربات المترو من امام الحاضرين انطلقت من الجميع شهقة مدوية
متبوعة ب...يالهوى بس امريكانى التى هى( اوه ماى جوش ) ...ايت ايز فووول ...جاء الباب الذى من نصيبنا
ونزل منه 4 افراد واندفعنا مع حقائبنا وسط كوم اللحم الامريكانى اللوس انجليساوى
ولما اذاع المايك عبارة استاى كلير زا دوورز آر كلوزنج ...تبعها بعبارة نعتذر عن
عطل التكييف بالمترو هناك عطل بالتكييف ونخفض الطاقة حتى يمكنا الجرى بسرعة 35 ميل
فى الساعة ...هنا محطة كامب شيزار على رأى سعيد صالح
اتحشرنا بشنطنا وسط الحشود والمحطات الى وسط البلد كثيرة والجايات اكثر من
الرايحات ...بمعنى معدل الركوب اعلى من معدل النزول والحشر والدوس على الأقدام
يتزايد تسمع اآوتش ووتش ماى فييت يادلعدى ...وصيحات التبرم من كل فم ...حتى انا
فكرت وقلت هما ليه ميفتحوش شبابيك التهوية دى ؟ عندهم جزء مفصلى كده اعلى كل شباك
ممكن يتفتح يدخل شوية هوا بدل الخنقه دى ...بنت رشيقة قامت واقعدت زوجتى وظللت انا
اعانى تبرم النازلين الفرادى من شنطى وسدها للطريق اومال ابو عجلة وراكب بيها ده
يعمل ايه ؟ الناس هنا مسموح لهم يركبوا المترو بالعجل وكمان الباصات وانا صورت
واحد كان بيثبت عجلته فى الباص رقم 50 كون ذلك شىء غير مألوف عندنا ..لأن المسافات
بين محطات المترو هنا فى امريكا خاصة فى
لوس انجيلوس المترو الأخضرانى بعيدة جدا وياويل اللى ساكن فى المنتصف بين محطتبين مالوش
الا لمشى او العجلة...
بدات المراوح اليابانى والصينى تظهر والعرق يظهر على الوجوه والتبرم والضيق ايضا
والمايك يعلن تاسف ادارة المترو على ذلك ..كلما قتربنا من الداون تاون ..... زاد
عدد الهابطين وانفرجت الأزمة مع الوصول الى نهاية الخط وتحركنا الى الخط الأحمر
والبنفسجى المتوحدان معا والمتجهان معا الى يونيون ..اذافلا ضير من ركوب هذا او
ذاك ...الكل فى واحد واليونيون مقصد الجميع .
وصلنا الى محطة يونيون ودون عناء صعدنا سلما كهربيا
فوجدنا انفسنا فى بهو محطة يونيون الجامعة لكل الوسائل ...جلسنا على مقاعد جلد
والناس كثر ومسافرون فى كل الاتجاهات كان امامنا ساعتين بالضبط على موعد الباص
المتوجه الى لاس فيجاس ..قلت اسال الشباك عن مكان الباص بتاعنا ومحطته التى نركب
منها قال الرجل بص الباب ده – وكان قريبا جدا – تطلع منه تلاقى الباصات المسافرة
امامك دوغرى ...ياصلاة النبى احسن ...ده احنا قاعدين جنبه بالضبط ولا ندرى ...هى
دى الادارة وهو ده التنظيم ..لاداعى لإرهاق المواطن وجعله يلهث فى الوصول الى
مبتغاه مسافات طويلة خاصة وانه عادة يحمل امتعة ..مر علينا فى اثناء جلوسنا كلب
بوليسى بيشمشم فى الحقائب ويسال الشرطى حقائب من هذه ويشمها الكلب المدرب ثم يعود
بعد 30 ق ويكرر العمل ...كان التواجد الشرطى كثيفا ويبدو ان هناك انذارا عن شىء ما
فى القطارات او المترو فقد انتشر البوليس اكثر من مرة فى محطات المترو ..
خرجنا فى الموعد المحدد لنجد باصا مكتوب عليه لاس فيجاس
فوقفنا فى الطابور وبدأ السائق يطلب التذاكر والحجز وبجواه ضابط شرطه مباحث يفتش
الهويات ولكن الرجل اكتشف اننى موش تبعه انا تبع الجراى هاوند وهى شركة اخرى زى السوبرجيت
كده عندنا .....فى آخر الرصيف جلس الرجل ابو شعر ضفاير افريكانية رفيعة وبشرة
سوداء وقعد يحكى عن كثرة شمشمة الكلب هول
فى ركبتيه وحقائبه كل 5 دقائق حتى انه تمنى الخروج سريعا من هذه البلد وعودته
سالما لموطنه ...اثناء انتظار الباص اشتبه الضباط فى احد الشباب القادمين الى
المدينة وهروه تفتيشا وتفتيحا لأغراضه الشاب يبدو فى العشرين وملامحه اوروبا
الشرقية او دول الاتحاد السوفييتى او ايران ...قلبوا متاعه فى الأرض وصوروا هويته
وصوروه وبصموه ولا ندرى الى اين اقتادوه ...جاء الجراى هاوند ولم يعترف بالحجز
الاليكترونى وقال لازم تطبع لك تذكرة ورق ... انه من جيل تذاكر.. ورق ....وسـع طريق السلم يا
فندى ..خوش جوة عشان اللى طالع ياحضرات زى كمسارية مصر بتوعنا ...طبعت التذاكر وصعدنا والحمد لله فى موعدنا
وانطلق الباص الى لاس فيه جاز ؟ ايوه فيه جاز وبنزين سوبر كمان..