انه دكان للخردوات نبيع فيه الخواطر والذكريات.. ونشارك بالقصص ونقرأ من خلاله أفكار اهل الدكاكين المجاوره ونسمع منهم كما نحكى لهم - هو مكان لتواصل جيل أوشك على الرحيل مع جيل هو بطل المستقبل القريب ...

Tuesday, July 27, 2010

تائبون آيبون عائدون لربنا حامدون




عدنا لقواعدنا ..والعود أحمد من رحلة دامت لأكثر من اسبوعين فى بلاد فى أقصى شمال القارة الأمريكية ..انها كندا البلد الفتية الواسعة الخضراء ذات المياه الوفيره والغابات شاهقة الأشجار والطرق السريعة الآمنه والشعب الدؤوب فى العمل والجامعات العريقة والحفاظ الحقيقى على البيئة والمولات المغرية لهواة التسوق والثلوج المتراكمة شتاء والشلالات الشهيرة والسياحة المنتعشة رغم قلة المغريات التاريخية والمعالم التاريخية الموغلة فى القدم كما هو حالنا ..هى دولة شابه فتيه منظمه ...التنوع ظاهر فيها والحداثة تكسوها والكل يعمل بلا حرج لأنه لا توجد وظائف وأعمال حقيره وأخرى فخيمه كل عمل يحترم ويكسب صاحبه احتراما
علمت من صديقى ومضيفى الأستاذ الجامعى المرموق الذى تخرج على يديه المئات من حملة درجة دكتوراه الفلسفة فى العلوم الهندسية ان أولاده وهم مهندسان ومشروع طبيبين فى الطريق أن الأولاد اعتمدوا على أنفسهم فى سنوات المراهقة فى كسب بعض المال من العمل لا عن عوز أو نقص فى الدخل ...ولكن تحقيقا للاعتماد عن النفس وممارسة الحياة العمليه مبكرا لأن ذلك من مكونات السيرة الذاتية التى يقدمها كل منهم بعد تخرجه وعند تقدمه لوظيفة ما ...انها صيغة الثقافة التى تسكن العقول وتملى التصرفات التى لا نراها عندنا ...كانت رحلتى هذه لتأمل البشر أكثر من الحجر ...التعرف على سر التقدم لهذه الأمة الفتيه التى أصبحت ملجأ للعديد من الفارين من البهدلة والضنك فى كل البلاد الأخرى ..رأيت جاليات صينيه وهنديه وصوماليه وعراقيه وعربيه من مختلف البلاد وأفريقية وامريكا الجنوبية ...هى بلاد الفرص المواتيه للمهن المطلوبة والمهارات الذكيه ...من أعجب ما حدث لى هناك أن النوم جافانى ولست أدرى هل هو من تغير الساعة البيولوجيه أم هو من الإثارة الفكرية والحضاريه وعدم الرغبة فى تضييع الوقت فى النوم ؟؟ كنت أفز مستيقظا فى تمام الساعة الثالثة والنصف فجرا بتوقيت أوتاوا الذى يماثل العاشرة صباحا بتوقيت القاهرة وأظل مستيقظا وحدى فى البيت عند مضيفى فأنزل لحجرة المكتب لأسجل يوميات مشاهداتى فى كندا لأولادى وأصدقائى بالتفصيل الممل حتى لا أعمل دوشة يصحو على أثرها الجميع ولو أن المنزل" منزل صديقى فى أوتاوا" كان محتاجا لكثير من الإصلاحات من نوع ايها الناس المكنة طلعت قماش " فؤاد المهندس " لكنى كنت أقاوم الرغبات التصليحية الشريرة خوفا من الطرد الجبرى لو أنى طاوعت النفس على الهوى ...وخوفا من القاء القبض على بتهمة احداث جلبة فى منتصف الليل البهيم ..زرت المدن الرئيسية الثلاث أوتاوا -تورونتو -مونتريال ...وقدت سيارة صديقى من تورونتو عائدا الى اوتاوا دون توهان أو ملف خاطىء واحد ...ضحكت حتى سال دمعى من المفارقات والمواقف الكوميديه ..أخذت صورا بالمئات ...تغديت وتعشيت مع السفير المصرى فى كندا وهو انسان غاية فى الأدب والذوق الرفيع وكذلك حرمه السفيرة السابقة فى روما تقابلت مع علماء ومصريين مهاجرين وأكلت معهم طعميه ساخنه فى أحد منتديات تورونتو ...قابلت يحيى زميل السلاح المهاجر على كبر هناك بت عند هانى جارى فى العجمى الذى أغرقنى فى بحر من كرم وحسن ضيافة جعلتنى أحس أنى فى بيتى... ضحكنا فى جلساتنا كما لم نفعل من سنين ..عدت من هناك منتشيا نشيطا سعيدا بأنى بعدت عن المشاكل والهموم نصف شهر ..لم أخطط للرحلة منذوقت طويل وانما جاءت الملابسات صدفة وبسرعة كما حكيت فى البوست السابق ...استغرب بعض محدثى فكرة قطع كل هذه المسافة لقضاء اسبوعين فى بلد بعيد لا يحوى عوامل جذب سياحى ...لكن ردى عليهم كان ان التعلم بالسفر أجدى من قراءة الف كتاب ...
والصورة عاليه هى لشلالات نياجارا الشهيرة والصورة الأخرى عنما ضبطتنى زوجتى نائما فى عز الضهر فى الباص السياحى الشهير بعد أن ينال منى التعب لقيامى فى الثالثة فجرا يوميا

8 comments:

Anonymous said...

ماكس العزيز والغالى
-------------------
فعلت خيرا بأن طبقت قول الشافعى الذى عرفتنى إياه من الاستاذ فهمى

سافر فإن فى السفر خمس فوائد
تفريج هم .. واكتساب معيشة
وعلم وآداب .. وصحبة ماجد

ومن يومها وانا انشر هذه الحكمة على كل من حولى .. فلا يسافر أحد

نلف الدنيا .. والثابت أنهم هناك غيرنا هنا

ملحوظة(أى هناك فى الواقع)

حمدلله عالسلامة

maxbeta3zaman said...

صدق الشافعى ومعه المالكى وابن حنبل فى هذا المجال فقد أخذت من هذه السفرة ما مجموعه خمسا وعشرين فائده أولها لمس الحضاره والسلوك الانسانى وممارسة هواياتى التصليحواختراعيه وزراعة الملوخيه لأول مرة فى سهول مانوتيك أوتاوا وقيادة السيارة فى طرق الفرنجه التى هى آية فى النظام والسرعة والمشى وسط الخلق فى شوارعهم غير السياحيه وركوب المواصلات العامه المنظمه جدا والتحدث للشباب الصاعد من ذوى العقول التى تربت على الفكر المستقل ...لقد كتب ابن عبد الحليم -وهو بعد طالب طب - مقالة عن فضل المرضى على مشاهير الأطباء ففى رأيه انهم يكسبون الطبيب الخبير خبرته بفضل زيارتهم له لذلك فهم"الأطباء " مدينون للمرضى بخبرتهم ...نشرت هذه المقاله فى المجلات العلميه باعتبارها فكر جديد يستحق الدراسه ونشر فى مجلة علميه ؟؟؟
هكذا يفكر الشباب بنفسهم دون إملاء وهكذا تتقبل الأفكار الجيده فى المجتمعات المتقدمه دون استهزاء بكاتبها وحداثة سنه ..كما شاهدت الرحلات المدرسية لزيارة الجامعه وليتعرف الطلبه على ميولهم الدراسية والمهنية مبكرا ..حاقوللك ايه والا ايه يابو الأكراد مانت عارف وخابز الدنيا الجديده جنوبها وشمالها يا راجل يا أيزو

Anonymous said...

ماكسمان
-------

هذا ياعزيزى غسيل دورى للنفس والروح معا .. يدركها ذوو الحواس الفنية الذين يقدرون الجمال فى كل شئ وأولهم الانسان

شخصيا بقالى سنين لم استمتع بهذا الشاور اللذيذ لانغراقى التام فى مشاكل الاولاد بحيث واحدة تروح والتانية تيجى لتقيم دهرا فلا تستطيع فكاكا .. غير مدركين أن العمر لم يتبق فيه دهور وانما شهور والله اعلم

وعبثا تحاول ان تصرخ ارحمونا بقى .. فلا مجيب

اعجبنى نجاحك الباهر فى زرع الملوخية فى تلك الوديان الجميلة .. والمروج الممتدة .. وكل ما أخشاه أن تعجب الكنديين .. فلابد ان يحدث لهم ماحدث للانجليز عندنا
قال .. وماقصتهما .. اجاب الحكيم .. دخلت انجلترا مصر دولة عظمى وامبراطورية لاتغرب عنها الشمس .. وخرجت منها دولة من العالم الثالث ومديونة أيضا .. أعتقد والله أعلم لانهم ذاقوا الملوخية فأعجبتهم

تحياتى اليك

أحــوال الهـوي said...

حمد الله ع السلامة يا باشمهندس
اعجبني مقالك و كنت انوي التعليق علي كل كلمة
و لكنني اثرت التعليق علي معني واحد فقط
فمن خلال سفري و احتكاكي بارباب الدول المتقدمه لاحظت اننا نمتلك العقول و المهارة كافراد و ينقصنا التنظيم و العمل الجماعي
و لذلك يتفوقون علينا كمجموعه
وهذا سر تقدمهم
و كما قال حكيم المدونات شريف باشا
للسفر خمس فوائد بزيادة صفر علي اليمين

تحياتي

maxbeta3zaman said...

نعم نعم ياشريف شيرين
سوف يذكر فى كتب الجغرافيا لاحقا ...دخل البلاد فى العام 2010 بعد الميلاد رجل ابيض الشعر والشارب ممسكا فى يده لفافه بها بذور خضراء دقيقه ..فألقاها فى حديقة صديقه الأكثر وزنا فى الحى كله - فانقلبت السهول والمراعى الى لون أخضر ذو سيقان لزجه اسمه الملوخيه ولما هبت الرياح حملت هذه البذور الغريبه لسائر الأنحاء فكست كل الوديان والبقاع وأكل منها البقر فاحتاج للأوميديوم والسلفا جواندين وأكل منها البشر فلم يغادروا بيت الأدب منذ ذلك العام وتغير اسم البلاد من كندا الى" ملوخيه استان"

maxbeta3zaman said...

أحوال الهوى
هى زيارة كنت فى أمس الحاجة لها وأنا فعلا من هواة تأمل البشر والحياة أكثر من المولات والأكياس النايلون ..وأتعثر فى الطرائف والمواقف المضحكة فى سفرياتى وكما ترى كنت خفاشا أصحو فجرا ..وأغوص فى النوم ظهرا خاصة فى المواصلات والمترو لدرجة انى استيقظت مره على صوت شخيرى الهادر شخصيا!! فما بالك بالجوار ..وتهت توهانا عظيما فى طرقات أوتوا لما فاتنى مخرج يمين وعملته شمال فإذا بى فى" محطة السكة الحديد" بدلا من المول الذى تنتظرنى فيه زوجتى وجدت عشرين تاكسى فى صف طويل فسألت احنا فين ياجماعه؟ هو ده المطار ؟؟ قالوا انك فى محطة السكة الحديد !! طب ماتعرفوش مول شارع والتر فين ؟ هنا جاء دور اوبريت الليله الكبيره
تمشى كده على طول على طول لحد ماتلاقى عماره
على اليمين تلقى بتاع فول دكانته على ناصية حاره
تفضل كده تمشى وتدب وتخش من مطرح ما طلعت ..ولما تلقى مقلة لب ..تعرف بأنك تهت وضعت ...ودى وصفه هايله ودى وصفه سهله ..مع السلامه يابو عمه مايله

واحد من البلد دى said...

السلام عليكم

حمدا لله على سلامة حضرتك و زوجة حضرتك التى أتحفتنا بالصورة الثانية...

مع أن عملى يحتاج منى الى السفر-الداخلى-الا اننى اتفق مع حضرتك تماما ان السفر مفييييد جدا جدا الى ابعد الحدود ولا يعلم مدى فائدته سوى من قام بتجربته...فقد اكتسبت فى تجارتى افكارا جديدة و اضفت الى عقلى عقولا مختلفة عاشت تقاليدا و طباعا عديدة مما امكن لى بعد ذلك تفهمها بسرعة كلما قابلتها..فيكفينى ان اعرف من اى محافظة هذا الشخص حتى اتعامل معه بمنتهى السلاسة...حتى اننى توغلت فى الريف و تعرفت على اشياء لم اكن اعرفها لو مكثت فى بيتى ولو قرأت عشرات الكتب...فما يدرينى ان كاتبها ليس كاذبا وما يدرينى برجاحة عقله و مع احترامى لجميع الكتاب و المؤرخين فان لى مقولة دائما ما اقولها للآخرين و حتى لاولادى...أليس من صنع هذا أو كتب هذا أو قال هذا إنسانا مخلوقا مثلنا..فتكون الإجابة..نعم..فأقول..إذن فلنا عقلا منحه لنا الله لكى نستخدمه مثله لنفعل كذا و كذا و كذا و نحكم على الأشياء من وجهة نظرنا التى يمليها علينا عقلنا....

أشعر أننى أطلت على حضرتك و لكنك فعلا واحشنى جدا...سبحان الله ..مع أننى لم ألتقى بحضرتك أبدا...ولى طلب عند حضرتك وأرجو ألا أكون متجاوزا لحدود التعارف......ولحضرتك طبعا الحق فى رفضه إن كنت تفضل أن تكون العلاقة فى إطار التعارف التدوينى فقط فسأحترم رأي حضرتك طبعا...

أريد تليفون حضرتك... أو مقابلتك شخصيا

أنتظر الرد

وألف حمد الله على السلامة...

maxbeta3zaman said...

ياخبر ابيض ايها الواحد الذى هو من الناس دا أنا الذى يزيده شرفا التعرف على شخص جميل مثلك أنا أقرأ سطور شعرك فأرى فيها جمال الصياغة والتعبيرات وسلاسة الوزن فى غير تكلف وهذه فى رأيى متانة الشاعر وقوته وأنا من أول سطر قرأته فى مدونتك عرفت انك متين ومتمكن من الأدوات الشعريه فهذا ياسيدى عنوانى وهواتفى فى اسكندرية والقاهرة عندما أزور أولادى هناك كمان
محمد عاددل محمد المهدى
عمارات هيئة تدريس جامعة اسكندرية سموحة- عمارة 5
ت :4253590
محمول 0106009814
القاهرة ت 23689540

About Me

My photo
أحب الثقافة والفنون والشعر وتبادل الأفكار النافعة والهوايات المتعددة والمصنوعات اليدوية والرسم والمسرح والأغانى القديمة ذات المعانى الراقية والأفلام الكوميدية اتقن الكثير من الأعمال اليدوية (اصنع بنفسك )واهوى أصلاح أى معدة تتلف : حته جديده بقى أنا الماكس فى أحشائه الضحك كامن فهل ساءلوا بلوجاتى عن طرفاتى