انه دكان للخردوات نبيع فيه الخواطر والذكريات.. ونشارك بالقصص ونقرأ من خلاله أفكار اهل الدكاكين المجاوره ونسمع منهم كما نحكى لهم - هو مكان لتواصل جيل أوشك على الرحيل مع جيل هو بطل المستقبل القريب ...

Tuesday, November 9, 2010

العباسية الثانوية - العيد المئوى















فى مكالمة هاتفية دعانى مفيد - فيدو- صاحب كارت التهنئة الشهير الذى نشره 123 عنوة هنا- دعانى الى حضور حفل المدرسة العباسية الثانوية العريقه بالإسكندرية الحفل بمناسبة العيد المئوى لتأسيس المدرسة ...طبعا سارعت بالذهاب.... وأنا أقترب من المدرسة تداعت كل ذكريات الشباب فى مخيلتى>> الفصل.. الأساتذة العظام... قوة الناظر وشخصيته المهابه ..الشىء الذى يحيرنى للان كيف كان يتم اختيار اساتذة هذه المدرسة العريقه لقد كان من الأساتذة الذين درسوا لنا اربعة حاصلين على درجة الدكتوراه ...الكيمياء د صلاح هبه ...الفيزياء د نعيم دويدار الفلسفه وعلم النفس دكتور صبحى الأحياء د سمير ...ناهيك عن مستوى اساتذة اللغات والرياضيات كان مؤلف كتابى الكيمياء والفيزياء"الممتاز" الخارجيين الوحيدين وقتها من مدرستنا العباسية الثانويه ...لم نعرف الدروس الخصوصية ابدا واذكر ان احد المنقولين عندنا حديثا طلب من الاستاذ جرجس استاذ اللغة الانجليزية درسا خصوصيا فكان ان نهره علنا أمامنا وقال له: الا تفهم من شرحى فى الحصه ؟؟ لابد من وجود خلل ما فى عقلك لتطلب هذا الطلب ...هكذا كنا فىشبابنا كنا نقف على الناصيه "القمه" أو" الإمه" - بالاسكندرانى - لا لنعاكس البنات ولكن لنتبارى فى مسائل الفيزياء والرياضيات ...هكذا كان جيلنا خصوصا فى هذه المدرسة العريقه ...دخلتها وأنا من أوائل اسكندريه فى الإعداديه ومستلما لوشاح عيد العلم العاشر بلونه الأخضر وصورة لى - مازلت اعلقها فى بيتى بالعجمى - وأنا اسلم على المحافظ حمدى عاشور وأستلم شهادة التفوق وشيكا بقيمة ستة جنيهات مصرية ...أذكر جيدا اننى اشتريت بها ماكان فى نفسى وقتها وهو بنطلون ووتر بروف كحلى غامق وحذاء ببوز مربع- وكانت الموضه وقتها - كانت الجنيهات السته كافيه لشراء هذين الصنفين معا وقتها فى عام 64 ..وكانت سعادتى الكبرى فى حضور والدى رحمه الله هذا الحفل وجلوسه مزهوا بى وسط الصفوف ..وهذا ما دعانى لبذل جهد أكبر وتصدرى اوائل المدرسة فى سنة اولى ثانوى ...وقابلت فى هذه المدرسة زملائى الذين بقوا للآن هم اقرب الأصدقاء نلتقى ونتحدث هاتفيا باستمرار ..جال .كل هذا بخاطرى وأنا اخطو نحو شارع جرين حيث تقع مدرستنا العباسيه نفس البوابه الحديديه المنقوشه والسلالم الرخاميه والشبابيك العاليه ومعامل الكيمياء والفيزياء وملعب السله ...دخلت من البوابه وطالعت اللافتات المرحبة بالدكتور مفيد شهاب والدكتور يسرى الجمل خريجى المدرسه ..على الباب شباب يرحبون بالقدوم ويكتبون اسامينا وسنة التخرج والوظيفة الحاليه ورقم التليفون ثم يعلقون على صدرنا بادج شيك يحمل شعار المدرسة ويعطوننا شهادة يكتبها خطاط على الفور تشكرنا فيه المدرسة على ماقدمنا من خدمات لهذا الوطن فى مواقع عملنا ...المدرسة تشكرنا!! وهى الأحق بالشكر على ماقدمته لنا من علم وتربيه ..اخذت شهادتى وعلقت الوسام وخطوت لأجد عشرة من زملائى ودفعتى تقابلنا بالأحضان والابتسامات كلنا بان عليه السن بالمشيب عدا بهى الدين فوزى لواء متقاعد اسمر وليس به شعرة واحدة بيضاء ...وجدنا الديبه ومحمود بكر بتوع الكوره هناك وقابلنا رجل طاعن فى السن فال لنا انتو دفعة كام قلنا 67 ...قال ياه ده انتو حداث قوى !!! الظاهر انه دفعة 35 او ماقبلها ...المدرسه عمرها مائة عام واسسها ضمن المؤسسين الأمير طوسون صاحب المحطة الشهيرة باسمه قرب ابوقير وساهم اول النظار بمبلغ 50 جنيها فى التأسيس ولا يخفى قيمة هذا المبلغ فى عام 1910 ..وقت أن كان الجنيه المصرى اغلى من الجنيه الذهب ...وزع الطلبه علينا ونحن جلوس كتيبا يحوى تاريخ المدرسه وأسماء النظار وتاريخ تقلد كل منهم المنصب ...أما المفاجأة الكبرى فكانت ان توفيق الحكيم من خريجى العباسية الثانوية وكل من عبد العزيز حجازى وممدوح سالم رؤساء الوزاره والعديد من الوزراء والمشير الراحل احمد بدوى قائد الجيش الثالث ووزير الحربية فى السبعينات والفريق احمد فاضل قائد القوات البحريه ورئيس هيئة قناة السويس حاليا وأحمد رجب الكاتب المعروف فى الأخبار ومحافظ اسكندرية الحالى ... عدت من الحفل سعيدا بالذكريات ومعتزا بمدرستى ولم انسى استخراج شهادة وتسجيل اسم صديقى الدكتور عبد الحليم المهاجر لكندا سأحملها معى باكر وانا متوجه لكندا لزيارته ...سأقضى العيد فى كندا

5 comments:

بس خلاص ... said...

مااجملها الزكريات وخصوصا ادا كانت هناك اشياء جميله نفتقدها الان .. فتنطبع بداخلنا وتدهب معنا حيث نرتحل عبر الزمان والمكان .. نفتقد الان هده الاشياء الجميلة المدرسة التى تربى قبل ان تعلم والمدرس القدوة والمثل الاعلى وماله من جلال وجمال فنحتزى به ونفخر اننا كنا تلاميده عبر السنين .. والسؤال الان هل لهدا الجمال ان يعود مرة ثانية ؟

maxmannour2 said...


لا اعتقد ان الماضى بقيمه الجميله وشخوصه التادره يمكن ان يتكرر نظرا لما طرا على الدنيا من تغيرات وتطورات تجعل كل شىء باهتا امام ابهار التقنيات وصوت الاعلام وابهار الصور والكليبات والالعاب الايكترونيه ووووو انها اشياء جعلت من الناس روبوتات تلهث وراء المتعة اللحظية ولا تتعمق فى اى شىء ...لا احد يقرا ويكتفى الجميع بما تبثه محطات التلفزه من اخبار او تعليقات موجهه او آراء مضلله

نمير said...

صديقي عادل، بعد التحية و الذي منه، قرأت كلماتك و أشكرك لإعادة ذكريات محفورة داخل خلايا العقل ولن تنسى على الرغم من مرور اكثر من ٥٥ عامًا و تغطيتها بأحداث مختلفة تماما عن ظروف مدرسة العباسية الثانوية، اقصد بهذا إكمال سنوات الحياة في بلاد الهجرة طبيعة الحياة بها. لقد ذكرت اسماء اساتذة لهم الشكر و الاحترام لما قاموا به من زرع قواعد العلوم التطور الإيجابي لمعظم تلاميذ هذه المدرسة المحترمة . لقد شد انتباهي لعدم ذكرك لإسم ناظر المدرسة خلال فترة دراستي وهو المرحوم الأستاذ السلكاوي، لعل السبب خيرا

MAXBETA3ZAMAN said...

لا ابدا لم اقصد اهمال اسم الاستاذ الفاضل السلكاوى ....كان شخصية قوية وحازمة ...ده حتى ابنه هانى السلكاوى كان دفعتنا وانا اجل كل اساتذتى واعترف لهم بالفضل فى تربيتنا وتعليمنا و غرس قيم الوطنية والجدية فينا كجيل كان عماد الوطن فى حربها الظافرة فى 73

MAXBETA3ZAMAN said...

انا صاحب البلوج يا عم الحج ...وانا استعيد الذكريات ونحن فى العام 2023 اى بعد الذكرى ب ثلاثة عشر عاما من اليوم الذى دونت فيه الذكرى فى مدونتى وقد رحل من زملائى الكثير بعد هذا اليوم ...ولكن تبقى ذكراهم فى القلب وذكرى المدرسة وناظرها واساتذتها الاجلاء فى القلب والعقل والخاطر دائما

About Me

My photo
أحب الثقافة والفنون والشعر وتبادل الأفكار النافعة والهوايات المتعددة والمصنوعات اليدوية والرسم والمسرح والأغانى القديمة ذات المعانى الراقية والأفلام الكوميدية اتقن الكثير من الأعمال اليدوية (اصنع بنفسك )واهوى أصلاح أى معدة تتلف : حته جديده بقى أنا الماكس فى أحشائه الضحك كامن فهل ساءلوا بلوجاتى عن طرفاتى