عدنا لقواعدنا ..والعود أحمد من رحلة دامت لأكثر من اسبوعين فى بلاد فى أقصى شمال القارة الأمريكية ..انها كندا البلد الفتية الواسعة الخضراء ذات المياه الوفيره والغابات شاهقة الأشجار والطرق السريعة الآمنه والشعب الدؤوب فى العمل والجامعات العريقة والحفاظ الحقيقى على البيئة والمولات المغرية لهواة التسوق والثلوج المتراكمة شتاء والشلالات الشهيرة والسياحة المنتعشة رغم قلة المغريات التاريخية والمعالم التاريخية الموغلة فى القدم كما هو حالنا ..هى دولة شابه فتيه منظمه ...التنوع ظاهر فيها والحداثة تكسوها والكل يعمل بلا حرج لأنه لا توجد وظائف وأعمال حقيره وأخرى فخيمه كل عمل يحترم ويكسب صاحبه احتراما
علمت من صديقى ومضيفى الأستاذ الجامعى المرموق الذى تخرج على يديه المئات من حملة درجة دكتوراه الفلسفة فى العلوم الهندسية ان أولاده وهم مهندسان ومشروع طبيبين فى الطريق أن الأولاد اعتمدوا على أنفسهم فى سنوات المراهقة فى كسب بعض المال من العمل لا عن عوز أو نقص فى الدخل ...ولكن تحقيقا للاعتماد عن النفس وممارسة الحياة العمليه مبكرا لأن ذلك من مكونات السيرة الذاتية التى يقدمها كل منهم بعد تخرجه وعند تقدمه لوظيفة ما ...انها صيغة الثقافة التى تسكن العقول وتملى التصرفات التى لا نراها عندنا ...كانت رحلتى هذه لتأمل البشر أكثر من الحجر ...التعرف على سر التقدم لهذه الأمة الفتيه التى أصبحت ملجأ للعديد من الفارين من البهدلة والضنك فى كل البلاد الأخرى ..رأيت جاليات صينيه وهنديه وصوماليه وعراقيه وعربيه من مختلف البلاد وأفريقية وامريكا الجنوبية ...هى بلاد الفرص المواتيه للمهن المطلوبة والمهارات الذكيه ...من أعجب ما حدث لى هناك أن النوم جافانى ولست أدرى هل هو من تغير الساعة البيولوجيه أم هو من الإثارة الفكرية والحضاريه وعدم الرغبة فى تضييع الوقت فى النوم ؟؟ كنت أفز مستيقظا فى تمام الساعة الثالثة والنصف فجرا بتوقيت أوتاوا الذى يماثل العاشرة صباحا بتوقيت القاهرة وأظل مستيقظا وحدى فى البيت عند مضيفى فأنزل لحجرة المكتب لأسجل يوميات مشاهداتى فى كندا لأولادى وأصدقائى بالتفصيل الممل حتى لا أعمل دوشة يصحو على أثرها الجميع ولو أن المنزل" منزل صديقى فى أوتاوا" كان محتاجا لكثير من الإصلاحات من نوع ايها الناس المكنة طلعت قماش " فؤاد المهندس " لكنى كنت أقاوم الرغبات التصليحية الشريرة خوفا من الطرد الجبرى لو أنى طاوعت النفس على الهوى ...وخوفا من القاء القبض على بتهمة احداث جلبة فى منتصف الليل البهيم ..زرت المدن الرئيسية الثلاث أوتاوا -تورونتو -مونتريال ...وقدت سيارة صديقى من تورونتو عائدا الى اوتاوا دون توهان أو ملف خاطىء واحد ...ضحكت حتى سال دمعى من المفارقات والمواقف الكوميديه ..أخذت صورا بالمئات ...تغديت وتعشيت مع السفير المصرى فى كندا وهو انسان غاية فى الأدب والذوق الرفيع وكذلك حرمه السفيرة السابقة فى روما تقابلت مع علماء ومصريين مهاجرين وأكلت معهم طعميه ساخنه فى أحد منتديات تورونتو ...قابلت يحيى زميل السلاح المهاجر على كبر هناك بت عند هانى جارى فى العجمى الذى أغرقنى فى بحر من كرم وحسن ضيافة جعلتنى أحس أنى فى بيتى... ضحكنا فى جلساتنا كما لم نفعل من سنين ..عدت من هناك منتشيا نشيطا سعيدا بأنى بعدت عن المشاكل والهموم نصف شهر ..لم أخطط للرحلة منذوقت طويل وانما جاءت الملابسات صدفة وبسرعة كما حكيت فى البوست السابق ...استغرب بعض محدثى فكرة قطع كل هذه المسافة لقضاء اسبوعين فى بلد بعيد لا يحوى عوامل جذب سياحى ...لكن ردى عليهم كان ان التعلم بالسفر أجدى من قراءة الف كتاب ...
والصورة عاليه هى لشلالات نياجارا الشهيرة والصورة الأخرى عنما ضبطتنى زوجتى نائما فى عز الضهر فى الباص السياحى الشهير بعد أن ينال منى التعب لقيامى فى الثالثة فجرا يوميا