فى حى محرم بك السكندرى العريق نشأت وهناك كانت طفولتى وصباى وجزء من شبابى ...نسكن هذا الحى من عام 50 ...ومازال اخى الأصغر يقيم فى بيت الاسرة الذى مابقى فيه من السكان الأوائل سوانا والجار المقابل
فى طفولتى كان والدى يصحبنى لزيارة جدى لأمى وكان له منزل عتيق فى القبارى كنا اما نذهب اليه بأوتوبيس 1 من محطة الرمل ...او بالترام من شارع محرم بك محطة بوالينو ونأخذ ترام 1 القادم من النزهه والحضرة ومتجه للمكس والمتراس مارا بالقبارى ...
كان الترم قديما لونه ازرق وكان سلمه خشبيا وباب المقدمة والمؤخرة عليه سلسلة تحمى الواقف من السقوط ...ولربما كانت لمنعه من الفرار من الكمسارى ومن الأجرة ...كنت ألح على والدى أن نركب الترام (افضل طبعا) ولا أبدى له السبب الخفى من وراء إلحاحى ...والحقيقة أننى كنت أفضل ذلك لأنه رسخ فى اعتقادى اننى أنا الذى اقود الترام وليس قائدها ذو الطربوش والزى الكاكى !
فى الترام القديم لمحت مرة على يمين السائق عجلة نحاسية كبيرة تشبه دومان السفينة شكلا وتستند إلى عامود خشيى لامع ...ونادرا ما يلمسها السائق فخيل إلى بعقلى الطفولى العاشق للماكينات والآلات أننى بسيطرتى على هذه العجلة النحاسية ولفها قليلا ولو بالتوهم أصبح انا قائد هذا الترام العظيم ويصبح السائق الأصلى طيشه او شرابة خرج مثلما يقول الناس ...
فى كل مرة أذهب مع والدى الى جدى أصر على الركوب بجوار السائق وأستولى على العجلة النحاسية ...حتى ولو كانت كل الكراسى فى الدرجة الأول والترسو خالية انا والعجلة لايمكن فصلنا ...والسائق ينظر لى وانا اجاهد فى تحريك وايقاف الترام بعجلتى النحاسية ويضحك ويتركنى لأوهامى مكتفيا بتحذيرى من السقوط من تحت السلسلة فى الملفات عند محطة مصر ومينا البصل ...وأنا أتابع فى منتهى الجدية عملى فى المناورة والإيقاف وأترك له فقط مهمة طرق جرس الترام بقدمه ليحذر الناس من الترام القادم فقط لكونه تحت قدمه وبعيد عنى وأنا ممسك بالعجلة اياها ومشغول بالمهام العظمى للقيادة وتوصيل الركاب .
ولم اكن أنسى أن أوصى السائق بمراعاة الأصول فى القيادة عند نزولى مع أبى بالقرب من مصنع باتا بالقبارى حيث كان بيت جدى وأسلمه راية القيادة وأقول له كمل انت بقى بالناس يااسطى ....وكان من طيبته يودعنى بابتسام وقد يعدنى بالوفاء بالعهد ايضا .
كلما مررت بشارع محرم بك تذكرت هذه الحكاية وضحكت فى سرى وأنا فى طريقى .......يالخيال الأطفال ...ويالروعة معايشة الحلم ...
فى طفولتى كان والدى يصحبنى لزيارة جدى لأمى وكان له منزل عتيق فى القبارى كنا اما نذهب اليه بأوتوبيس 1 من محطة الرمل ...او بالترام من شارع محرم بك محطة بوالينو ونأخذ ترام 1 القادم من النزهه والحضرة ومتجه للمكس والمتراس مارا بالقبارى ...
كان الترم قديما لونه ازرق وكان سلمه خشبيا وباب المقدمة والمؤخرة عليه سلسلة تحمى الواقف من السقوط ...ولربما كانت لمنعه من الفرار من الكمسارى ومن الأجرة ...كنت ألح على والدى أن نركب الترام (افضل طبعا) ولا أبدى له السبب الخفى من وراء إلحاحى ...والحقيقة أننى كنت أفضل ذلك لأنه رسخ فى اعتقادى اننى أنا الذى اقود الترام وليس قائدها ذو الطربوش والزى الكاكى !
فى الترام القديم لمحت مرة على يمين السائق عجلة نحاسية كبيرة تشبه دومان السفينة شكلا وتستند إلى عامود خشيى لامع ...ونادرا ما يلمسها السائق فخيل إلى بعقلى الطفولى العاشق للماكينات والآلات أننى بسيطرتى على هذه العجلة النحاسية ولفها قليلا ولو بالتوهم أصبح انا قائد هذا الترام العظيم ويصبح السائق الأصلى طيشه او شرابة خرج مثلما يقول الناس ...
فى كل مرة أذهب مع والدى الى جدى أصر على الركوب بجوار السائق وأستولى على العجلة النحاسية ...حتى ولو كانت كل الكراسى فى الدرجة الأول والترسو خالية انا والعجلة لايمكن فصلنا ...والسائق ينظر لى وانا اجاهد فى تحريك وايقاف الترام بعجلتى النحاسية ويضحك ويتركنى لأوهامى مكتفيا بتحذيرى من السقوط من تحت السلسلة فى الملفات عند محطة مصر ومينا البصل ...وأنا أتابع فى منتهى الجدية عملى فى المناورة والإيقاف وأترك له فقط مهمة طرق جرس الترام بقدمه ليحذر الناس من الترام القادم فقط لكونه تحت قدمه وبعيد عنى وأنا ممسك بالعجلة اياها ومشغول بالمهام العظمى للقيادة وتوصيل الركاب .
ولم اكن أنسى أن أوصى السائق بمراعاة الأصول فى القيادة عند نزولى مع أبى بالقرب من مصنع باتا بالقبارى حيث كان بيت جدى وأسلمه راية القيادة وأقول له كمل انت بقى بالناس يااسطى ....وكان من طيبته يودعنى بابتسام وقد يعدنى بالوفاء بالعهد ايضا .
كلما مررت بشارع محرم بك تذكرت هذه الحكاية وضحكت فى سرى وأنا فى طريقى .......يالخيال الأطفال ...ويالروعة معايشة الحلم ...