هى دى بالضبط شكل القطط اللى تآمرت عليها ...وهوه ده السبت اياه
هذه قصة واقعية حدثت فى سبعينات القرن الماضى فى بيت الأسرة فى محرم بك ...ولا بد قبل البدء من تعريف لمن لا يعرف بأدوات ومفردات هذه القصة ....اولا سَبَت البلكونه : وهو لمن لا يعرفه سبت من البوص المضفر.. وتضعه ربة البيت مربوطا فى حبل طويل فى البلكونة لشراء الخضار والعيش والفاكهة من الباعة الجائلين وتلتقط به الأغراض التى يشتريها الأبناء وتنزّل به المكوة للمكوجى ولها فيه مآرب اخرى مثلا.. عندما كنا نلعب الكورة الشراب فى شارع الظاهر ونعطش ننادى باسم الأخوة الذكور فقط ...عشان عيب نذكر اسماء اخواتنا البنات... عااااادل.. فتطل احدى اخواتنا البنات من الدور الرابع فأقول نزلى السبت وحطى فيه قلة ساقعة ...(لم تكن الثلاجات قد انتشرت فى طفولتنا بالشكل الحالى) ..فتضع الأخت او الوالده القلة البارده فى السّبت اياه وتدليه لنا فى الشارع ويشرب الفريق كله والصورة المرفقة توضح شكله فى وضع استعمال ...طبعا ده لا ينطبق على العمارات الفخيمه ولا الناس الهاى من ذوى المصاعد وسلم الخدم وخلافه انما فقط للأسر المتوسطة فى المبانى القديمة التى يصل ارتفاع السقف فيها الى قرابة الأربعة امتار ويصبح الدور الرابع فيها كالسادس فى المبانى الحديثة ...وقد كان لهذا السّبت الدور الأكبر فى مؤامرتى القططيه
انا الأخ الأوسط بين احد عشر فردا هم اخوتى وأخواتى فوقى خمس اخوات بنات وتحتى خمسة مختلط ذكور وبنات و آخر العنقود هو بطل القصة ...الفرق بينى وبينه حوالى 15 عام ...هو من هواة القطط السيامى بدا بزوج منها فكانو لطاف ظراف مع بعض الخربشة فى الكراسى وبعض البقايا هنا او هناك لكن زوج القطط من سوء حظنا احب بعضه بعضا وقررو يكونوا اسرة فى الحلال فعقدوا قرانهم سرا وبدأ النتاج يهل واخى سعيد والوجبات السمكية والزفارة والشقاوة تتزايد وتقطيع قماش الصالون بالأظافر اثناء التدريب على الهبش فى اطراد.. البيت كله فى تعاسه واخى الأصغر فى غاية السعادة بقبيلة القطط التى وصلت لتسعة بعد موت العديد منهم ...اجتمعت الأسرة واوكلت الى مهمة تسريب هذه القطط واحدة تلو الأخرى ...فى اول تجربة القينا واحدة على السلم لتأخذ طريقها للشارع فقابلها اخى وهو عائد من مدرسته فصعد بها ونظر لنا نظرة اتهام وريبه ...لم تفلح اول محاولة للتسريب واصبح اخى يتمم على القطط التسعة ليلا ونهارا ...تكرر طلب الأسرة كلها لى بإعادة المحاولة مرة واحدة وبعدد سبعة دفعة واحدة فهدانى تفكيرى الى خطة السَّبت ابو حبل كانت خطتى تقضى بأن ادحلب القطط الى السبت ثم اذهب به لآخر بلكونه وادليه بها الى الشارع ثم اميّله على جانبه لتخرج القطة الى الشارع مع اصدقائها من قطط الشوارع الهائمة فى كل مكان ...اخى فى الخارج... اخذت اول قطة وضعتها فى السبت ونزلته بهدوء من البلكونه والخطة ماشيه عال ونزلت القطة قفزا من السبت وانطلقت تجرى فى الشارع فى سعادة بعد دقيقة من استغرابها للمكان والكل فوق سعيد بالخطة تسريب 1 المعدلة والتى تمت اولى تجاربها بنجاح تام ...اذا رقم 2 تعالى ياأم العيون الزرق والودان البنى ...ومشى الطرد رقم 2 بنفس النجاح بتاع رقم واحد وتخلصنا من زوج بنجاح ساحق ...لم اكن ادرى ان رقم 3 بهذا الذكاء والخبث اصطدت قطة من الفطيع ووضعتها فى السبت وأخذت تطل برأسها خارجه وأنا ادفسها حتى لا تعرف المصير ...ادخلى ياعبيطة ده يوم الحرية والانطلاق للعالم الفسيح ...لكنها ظلت تطل وتملكتها الريبة فىّ وفى اخوتى ..بدات ادلى الحبل وحده وحده والفطة تطل برأسها وعندما اصبحت بين الدور الرابع والثالث اخذت تتلوى بعنف فقد احست بأنها فى الفضاء واستمريت انا فى الهبوط بها حتى إذا ما جاء نظرها على بلكونة الست ام رسمى التى تسكن تحتنا فى الثالث اذ بها تقفز من السبت وتتشبث بأظافرها فى قاع بلكونة الجيران تحتنا من الخارج وتتولد عندها طاقة هائلة لتتسلق الجدار الأسمنتى لبلكونة الجيران وتستقر داخلها وتبدأ فى النونوة والصراخ والعويل لما فضحتنا ...قلت انزل لها السبت عشان تدخل فيه تانى وارفعها قبل الواد ماييجى يبهدلنا... ودى ابدا لا تركب ولا تبطل صويت ...الوقت يمر وام رسمى موش هنا والحمد لله ...يبقى نسكت ونوقف الخطة لبعدين يوم والا يومين كده ونكمل لما يستوعب اخويا الصدمة ...الواد جه من بره كعادته يتمم على القطط ويعدهم لقاهم ناقصين تلاته اخذ يجرى كالمجنون فى كل ركن حتى وصل للبلكونه اياها لقى الحلوة عماله تصوت تحت ولا اجدعها ندابة فى ميتم بص لها وسألنا ايه ده؟ قولنا اكيد انتحرت م البلكونه فوقعت عند ام رسمى ...طب فين الباقى؟ ...برضه اكيد هربو من الباب والا من الشباك ...نزل جرى على الجيران يخبط لغاية مافتحو واعطوه قطته ونزل الشارع جاب الجوز اللى هبطوا بالسبت وبقى الحال على ماكن عليه
وفشلت الخطة تسريب 2 كما قشلت تسريب واحد تماما ...واصبحنا جميعا من الفلول والمشكوك فينا ....ومازال اخى هذا للآن يربى قططا (على الأقل اربعة عنده باستمرار) فهو المقيم الوحيد فى بيت الأسرة حتى اليوم